شهد هذا العام الذي وسم في البيان العام للميزانية بــ "عام الجائحة"¡ العديد من التطورات التي أثرت بشكل كبير على الاقتصادات العالمية بشكل عام¡ وعلى الاقتصاد المحلي بشكل خاص¡ فقد كان من تداعيات جائحة كورونا تحمل الحكومة تكاليف وتبعات الأزمة المالية والصحية من خلال إعادة ترتيب أولويات الإنفاق وتوجيه الدعم للقطاع الصحي¡ وتراجع الإيرادات الحكومية نتيجة انخفاض سعر النفط إلى أدنى مستوياته.
حيث انخفضت الإيرادات النفطية بنحو (35 %)¡ كما تقلصت الإيرادات غير النفطية بمقدار (37 %). الأمر الذي استدعى مواجهة هذه التحديات باتخاذ إجراءات لخفض بعض النفقات¡ عبر إلغاء أو تمديد أو تأجيل بعض بنود النفقات التشغيلية والرأسمالية لعدد من الجهات الحكومية للسنة المالية 2020.
الميزانية المبشرة للعام المقبل 2021 على الرغم من أن أبرز توجهاتها هو إعادة ترتيب الأولويات ورفع كفاءة الإنفاق إلا أن ذلك سيتم بالتوازي مع استمرار منظومة الدعم والإعانات الاجتماعية¡ حيث أن من بين أهم المستهدفات المالية والاقتصادية على المدى المتوسط¡ استمرار الإنفاق على برامج منظومة الدعم والإعانات الاجتماعية¡ التي سيكون من بينها توفير مساكن للأسر الأشد حاجة¡ حيث جرى تصنيفها ضمن أبرز إنجازات قطاع الإسكان في ميزانية العام 2020¡ نتيجة توفير ما يربو على (11) ألف وحدة سكنية قائمة على مبدأ الانتفاع للأسر الأشد حاجة¡ وستستمر هذه الإعانة الاجتماعية ضمن مستهدفات قطاع الإسكان في ميزانية العام 2021. وذلك من خلال برنامج الإسكان التنموي في وزارة الإسكان الذي يسعى لتوفير تلك الوحدات السكنية للأسر المشمولة برعاية وزارة الـموارد البشرية والتنمية الاجتماعية "الضمان الاجتماعي" حيث يجري حالياً توفير الوحدات السكنية لتلك الأسر عبر ثلاثة بدائل: إما الوحدات السكنية التي تتوفر لدى وزارة الإسكان في مناطق المملكة¡ أو ما تشيده من وحدات سكنية جديدة لهذا الغرض¡ أو الشراء المباشر لوحدات سكنية مناسبة. لكن يبدو أنه بسبب عدم الانتشار الكافي لفروع وزارة الإسكان على مستوى المحافظات¡ جرى إبرام اتفاقيات مع الجمعيات الأهلية في محافظات المملكة لتتولى مهام التواصل وزيارة الأسر ومساعدتها بتحديد السكن المناسب للأسرة ومتابعة التسليم وإدارة وتشغيل الوحدات السكنية¡ في حين أن الأمانات والبلديات من خلال ذراعها (الإدارات العامة للخدمات الاجتماعية) قد تكون هي الأكثر تواجداً والأكفأ إدارياً وفنياً للقيام بتلك المهمة بالتنسيق ــ إن دعت الحاجة ــ مع تلك الجمعيات الخيرية.
http://www.alriyadh.com/1860224]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]