فُجعتُ قبل بضعة أيام بخبر وفاة الكاتب الرائع نبيل فاروق.
هو أكثر كاتب أثّر علي¡ جعلني أعشق القراءة في صغري حتى امتد العشق إلى اليوم وإلى آخر ثانية إن شاء الله. أقولها بلا تردد: لولاه لما صرت قارئاً ولا كاتبا.
لن أنسى تلك اللحظة الفاصلة في حياتي¡ فقد ذهبتُ لبيت صديق ووجدتُ إحدى روايات سلسلة رجل المستحيل بعنوان «إعدام بطل» وهي مكونة من جزأين¡ وفيها مواجهة بين البطل أدهم صبري وعدوته اللدودة سونيا جراهام¡ وحبستُ أنفاسي وأنا أقرأ بحماس حتى انتهت الرواية - فيما يبدو - بمقتله¡ فألححت على أبي أن نبحث عن الجزء الثاني وهو بعنوان «انتقام شبح» وأخذني للمكتبة¡ وركضت نحو روايات رجل المستحيل بلهفة محاولا العثور على العدد ولم أجده¡ فشعرتُ بأسىً شديد¡ حتى انتبهت أن بعضها مكدسة أسفل الرف¡ فجثوتُ ومددت يدي أقلّبها¡ ولما لمحت الرواية انفجرتُ صارخاً: «هذه هي! هذه هي!».
هكذا بدأ عشقي لمؤلفات د. نبيل فاروق¡ فقرأت كل قصص رجل المستحيل بلا استثناء عدة مرات حتى حفظتها¡ ثم انتقلت إلى ملف المستقبل وزووم وكوكتيل 2000 وأرزاق وبانوراما¡ عالَمٌ بديع ساحر.
رواياته مثل الأفلام¡ حبكتها وسردها ممتع ذكي سلس¡ هي أمتع لي من أفلام هوليوود¡ وهي أفضل لأنها أعطتنا بطلا عربيا مسلما¡ وله من اسمه نصيب¡ فأدهم وبقية الأبطال نبيلو المبادئ¡ أغنونا عن الأبطال الغربيين الذين يتفاخرون بالمخازي ويعشقون الخمور.
ميزته أنه وجّه كتاباته نحو الشباب واليافعين¡ وللأسف أن أدبه لم يجد التقدير الذي يستحقه آنذاك من مجمّعات الثقافة والكتابة¡ ربما لأن هذا اللون من الأدب لا ينال الاحترام في البلاد العربية كما لدى الغرب¡ هذا وهو من أهم الآداب وهو الذي يجعل النشء يحبون القراءة¡ بل لولا أمثال نبيل فاروق لما رأينا بعض كبار الأدباء.
لكن سأستمر أنا وجيل كامل في أرجاء الوطن العربي نشعر لكاتبنا العظيم بالعرفان¡ ولئن ترجّلَ هذا الفارس فإن أدهم ومُنى¡ ونور وسلوى¡ وحسين البنهاوي¡ ونديم وغادة¡ وكل شخصياته البرّاقة¡ ستظل تلتمع في آفاق العظمة¡ وستلهج الألسن بشكرك للأبد يا محبوبنا¡ ومُلهِمنا¡ نبيل فاروق.
http://www.alriyadh.com/1860896]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]