كشفت دراسة حديثة أن الإنسان المرح أقل عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة¡ وأن المرح المتفائل يتمتع بجهاز مناعي أقوى من المتشائم الانطوائي¡ فالإنسان المرح - كما يقول د. درادكه - ذكي وفطن يلتقط مواطن الجمال التي تثير البهجة¡ ولذلك أصبح المرح يوصف اليوم علاجًا نفسيًا..
عندما نقرأ العالم الحديث من زاوية ثقافة روح المرح والتي بدأت تصبح طابعًا عامًا في المجتمعات المنفتحة والتي تنظر لها كفلسفة ووجهة نظر خاصة نحو الحياة وتراها أوسع جدًا مما نفهمه من النكتة لمجرد النكتة.
ولذلك فالذي لا يملك روح الفكاهة والمرح لا يمتلك أدوات النجاح وهذا يصدق على الخطيب والمعلم والمتحدث والتاجر والقاضي والسياسي..¡ يقول المستر تشرشل في إحدى خطبه إن روح المرح مهمة جدً لجمع القيادات والشعوب.
ويقول د. جاركسون ولسن أحد أشهر أطباء بريطانيا: "لو خيرت بين الرياضة وروح الفكاهة كالدواء الوحيد لإطالة العمر لما تأخرت عن القول إن روح المرح والضحك هما ذلك الدواء".
وإن كانت أقدم نظرية للفكاهة وروح المرح يرجع تاريخها إلى فلاسفة اليونان القدماء وبالأخص أفلاطون والتي على أساسها صاغ سيجموند فرويد نظرية التنفيس والتي تتمثل في أن روح المرح تتيح للإنسان التخلص من الضغوط النفسية.
فقد اكتشف أحد الباحثين الاجتماعين في النمسا أن الشخص المرح يتمتع بمعدل ذكاء وفطنة وبراعة ذهنية أكثر من غيره الأقل منه مرحًا.
وإلى هذا يؤكد عالما الأحياء التطويرية د. ديفيد سلون ويلسون ود. مايثوجرفيس أن الضحك التلقائي العاطفي العفوي غير المقصود تعبير حقيقي صادق عن البهجة والمرح.
وفي دراسات الجاذبية [الكارزما] يوصف المرِح بأنه أكثر جاذبية في صنع الصداقة والعلاقة الإنسانية الناجحة والتي ينظر له كنتاج للارتياح والانبساط النفسي وذلك من خلال إضفاء نظرة مرحة على العلاقة.
ولذلك فالمرح يؤدي إلى تغييرات في الدماغ تزيد من إنتاج الدوبامين والذي يجعل الإنسان مرحًا وخلاقًا في علاقاته وتفكيره.
وقد كشفت دراسة حديثة أن الإنسان المرح أقل عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة¡ وأن المرح المتفائل يتمتع بجهاز مناعي أقوى من المتشائم الانطوائي.
فالإنسان المرح - كما يقول د. درادكه - ذكي وفطن يلتقط مواطن الجمال التي تثير البهجة.
ولذلك أصبح المرح يوصف اليوم علاجًا نفسيًا فقد افتتح في باريس مستشفى خاص للعلاج النفسي يعالج المرضى عن طريق إضفاء روح المرح على المتعالج وقد حقق هذا النوع من العلاج النفسي نجاحًا فعالًا.
وإن كان المرح يصنع على نطاق واسع ويعرض كمنتج استهلاكي في شكل برامج أو ألعاب أو صور أو أفلام أو قصص فكاهية أو مسرحيات ويمكن أن يأخذ أشكالًا مختلفة.
وقد اختلفت الآراء والنظريات حول المرح من شخص إلى آخر أو من ثقافة إلى أخرى فقد أظهرت الدراسات أن البريطانيين يتمتعون أكثر من غيرهم من الثقافات الأخرى بحب المرح والفكاهة فقد أكد الأديب أمين المميز من خلال مطالعاته ومشاهداته عن المجتمع البريطاني أن المرح احتل منزلة عالية عند البريطانيين معتبرين المرح فلسفة حياة ومن تأثيرها في نفس الفرد البريطاني أنها جعلته لا يبالي بالصعوبات والمحن التي تمر عليه ولذلك تراه في أسوأ الظروف وأشد المحن مبتهجا مرح النفس يكثر من المرح والظرائف والفكاهات وبهذه الروح يتمكن من الصمود في وجه الشدائد والتغلب عليها فأصبحت من أهم عناصر حكمته وحصافته.
فحب المرح والتمتع بالفكاهة من خواص البريطانيين ومن فقدت منه هذه الخاصية يجد نفسه خارج المجتمع وتكون حياته شاقة ومتعبة فيمكنهم أن يغضوا النظر عن كثير من الأخطاء والنواقص إلا أنهم يرون في الشخص الذي لا يملك روح المرح نقصًا لا يغتفر.
وفي الأدب الإنجليزي كثير من آثار روح المرح ففي أشعار جوسر وسويفت وسترن وروايات شكسبير كثير من هذه الآثار.
فمبعث روح المرح التفاؤل فالفرد المتفائل في نظرته إلى الحياة يتمثل روح المرح بطريقة تلقائية وعفوية وذلك لشعوره بالمتعة والارتياح والانبساط النفسي والذي يكمن في قدرته المعرفية والعاطفية على إظهار روح المرح.
ولا تختلف الصحافة كثيرً عن الأدب الإنجليزي في إظهار روح الفكاهة والمرح ولذلك قال عنها أحد الكتاب البريطانيين: إنها من أثمن ما لدينا من التراث الوطني ويندر منهم من لا يقرأ هذا النوع من الصحافة فقد يرون فيها متنفسًا للنفس والروح.




http://www.alriyadh.com/1861462]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]