في العام 2020 وقف "المعلم" القاسي كورونا أمام صف دراسي يضم دول العالم كافة¡ وقف ممسكاً بعصاه الغليظة مزمجراً مهدداً متوعداً¡ ألقى محاضرة طويلة ما تزال مستمرة وما يزال العالم منصتاً من دون مقاطعة¡ الإيمان والصحة والغذاء الصحي والنظافة والاحتباس الحراري والتسامح والتضامن والأمن والسلام والرقابة الذاتية والمصداقية والتربية والتعليم والعلاقات الأسرية والإنسانية والبحوث العلمية والعلاقات السياسية والاقتصادية بين دول العالم.
تلك هي الموضوعات التي شكلت المحاور الأساسية للمحاضرة تحت عنوان "التغيير"¡ طالت مدة المحاضرة¡ شعور بالملل بين الطلاب يختلط بشعور الخوف من الاختبار¡ ثم شعور بالأمل.
كم هائل من الموضوعات¡ وكم من الأسئلة التي لا يجيب عليها المعلم بل يتركها للطلاب للبحث والوصول إلى إجابات¡ معلم قاس يحذر الطلاب من الاختبار ومن الحفظ.
اختبار عملي يقاس النجاح فيه بمعيار التطبيق العملي للتغيير المطلوب وليس فتح صنبور الذاكرة كي تتدفق المعلومات النظرية التي لا تقود إلى التغيير¡ اختبار يسمح بالكتاب المفتوح¡ ويسمح بالتواصل الإنساني والتعاون العالمي لأنه يستهدف الوصول إلى إجابة جماعية متفق عليها¡ ومتفق على الالتزام بها لكي ينجح الجميع.
تستمر المحاضرة¡ ويستمر الإنصات وتتزاحم الأسئلة وتهرب الإجابات¡ وما يزال المعلم يمارس القسوة مصراً على محاضرة بلا توقف حتى يحدث التغيير¡ وهل هناك أقوى من التغيير الذي حدث في العام 2020¿ هكذا سأل أحد الطلاب في صف كورونا¡ لكن المعلم لا يعطي إجابة محددة ويوجه الطالب للبحث والتأمل.
التغيير في حياة الناس كان عنوان العام 2020¡ تغيير رغم قساوته يطالب المعلم (كورونا) أن يقود إلى تغيير جديد¡ نعم تغيير يقود إلى تغيير¡ هذا هو العنوان الأنسب لمحاضرة ودروس كورونا.
في اختبار كورونا¡ الأسئلة كلها إجبارية والإجابات ليست ضمن المنهج المقرر¡ هكذا وجد الطلاب "الدول" أنفسهم أما تحد من نوع غير مسبوق حمل طابع المفاجأة والصعوبة وضيق الوقت المتاح¡ حتى الغش لا يساعد في النجاح لأنه لا يوجد أحد يعرف الإجابات الصحيحة!
هكذا كان 2020¡ ليس للنسيان بل للتأمل ومراجعة الأولويات ومتطلبات المستقبل¡ قد يتغير الرقم إلى 2021 من دون تحقق التغيير المنشود¡ ما هذا التغيير المنشود¿
هذا هو السؤال الذي يطرحه كورونا على الطلاب وما يزال ينتظر الإجابة.




http://www.alriyadh.com/1862029]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]