مما عهد عن الإنجليز -على نحو ربما فاق غيرهم من المجتمعات الأخرى- الانضباط والدقة في تنظيم حياتهم بمختلف جوانبها¡ ولعل هذا السلوك قد امتد ليشمل أيضاً نمط تفكيرهم في اقتناء العقار لغرض السكن¡ فهنالك مصطلح نجده قد نشأ وشاع استخدامه في إنجلترا¡ يطلق عليه (Property Ladder) وترجمته ــ إن صح ذلك ــ هو "سلم اقتناء العقار"¡ ويقصد به العقار السكني.
حسب هذا المصطلح الذي يعد مجازياً في تصويره لعملية اقتناء الأسر بوجه عام للعقار من أجل السكن¡ أنها رحلة متتالية في مسيرة حياتها¡ وأشبه ما تكون بعملية صعود درجات السلم¡ تبدأ من أولى درجاته¡ ثم التي تليها¡ وهكذا.. حتى الوصول إلى مستوى معين من درجات السلم¡ الذي تبلغ عنده الأسرة الوجهة التي تنشدها من عملية هذا الصعود. حيث يصور ذلك المصلح المجازي¡ بداية انطلاق تلك الرحلة من قبل رب الأسرة الشاب¡ الذي يكون عادة في مقتبل العمر¡ وقيامه باقتناء المسكن الأول لأسرته¡ بما يوائم إمكاناته في تلك المرحلة من حياته¡ وليس بما يحلـم به ويتطلع إليه هو وعائلتـه الناشئة¡ حيث يكون بحصوله على هذا المسكن¡ الذي ربما كان دون الطموح¡ قد وضع قدمه على أولى درجات هذا السلم¡ إلى حين أن تنمو مدخراته¡ ويتحسـن مستوى دخلـه فيستأنف عندها رحلة الصعود مرة أخرى في درجات هذا السلم إلى عقار سكني أفضل¡ وهكذا يستمر في رحلة الصعود حتى يصل إلى مستوى المسكن الحلم¡ الذي يكون المستقر لبقية مشوار الحياة مع أسرته.
عملية اقتناء المسكن في مجتمعنا من خلال المفهوم الذي يطرحه هذا المصطلح المجازي¡ يبدو أنها لا تسير وفق فلسفة ما يتضمنه ويشير إليه¡ فمن خلال الأرقام الصادرة عن إعداد المستفيدين من عقود الدعم السكني لا نجد ما يوحي بذلك التدرج المرحلي الواضح في اقتناء المسكن¡ على الرغم من أنه يمثل المسكن الأول¡ حيث نرى أن الصعود في درجات سلم الاقتناء والتملك يتجه مباشرة نحو مستوى المسكن الحلم (الفيلا السكنية) بنسبة (92 %) من تلك العقود¡ بينما لا تمثل عقود الشقق السكنية¡ التي يمكن اعتبارها العنصر المعبر عن تلك المرحلية والتدرج في اقتناء المسكن سوى (8 %). إن أحد الأسباب وراء ذلك ــ ربما ــ كان أيضاً عدم تبني مفهوم سلم الإسكان (housing Ladder) الذي يوسع دائرة الخيارات¡ ويتيح إمكانية التدرج في اقتناء المسكن المدعوم بدءاً من البديل التأجيري¡ وصولاً إلى بديل التملك¡ وليس قصر الخيارات على الأخير فقط.




http://www.alriyadh.com/1869063]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]