عندما ذهبت إلى مقر تقديم لقاح كورونا بمركز الرياض للمؤتمرات والمعارض في الساعة الثامنة صباحا لأخذ الجرعة الأولى من اللقاح ضد كورونا كان في صالة الانتظار عدد كبير من الناس، تساءلت، هل سيطول الانتظار؟ وماذا عن الملحوظات الإيجابية لمن سبقونا خاصة أن رقمي كان 212 والرقم على الشاشة يؤشر على أقل من الـ100؟ الحقيقة أن الانتظار كان أقل من عشر دقائق، تنظيم مدهش وإجراءات واضحة وسهلة ومعاملة رائعة من جميع العاملين، وغرف متعددة لأخذ اللقاح تستوعب أعدادا كبيرة وتتيح مساحة من الوقت تمتد من الثامنة صباحا حتى الثانية عشرة مساء بطريقة التناوب.
أقول بكل صدق وفخر واعتزاز ببلدي إن ما قيل من ثناء على تنظيم إعطاء اللقاحات غير كاف بما نراه من خدمات وعمل يتسم بالجودة وحسن التعامل وسرعة الإنجاز بطريقة سلسة مريحة.
في زمن مضى كان المراجعون في صالات الانتظار يتذمرون ويمارسون جلد الذات ويستشهدون بالدول المتقدمة في أساليب الإدارة والتنظيم، إن ما قدمته وتقدمه المملكة في أزمة كورونا وما اتخذته من قرارات وإجراءات بصورة مبكرة هو عنوان لبلد متقدم، وفي الأزمات اختبار لمعايير التقدم، وتقييم لمستويات التنمية، وأساليب القيادة، ونظام الرعاية الصحية، ومستوى البنية التحتية، وهكذا اتسمت قرارات قيادتنا الحكيمة بالمبادرة والشجاعة والمسؤولية والطابع الإنساني.
في مركز المؤتمرات والمعارض تقدم وزارة الصحة صورة من الصور الجميلة للمملكة الحديثة، هنا تستقبلك التنمية، ويصافحك التعليم ويرحب بك الوعي وتبتسم لك الإدارة، ويسلم عليك الاحترام، ويسأل عن أحوالك الإخلاص، وترافقك العناية، وتصاحبك التقنية، هنا فريق عمل مبدع يجتمع فيه التناغم والإخلاص والانضباط والجودة والطاقة الإيجابية والجوانب الإنسانية. في صالة الانتظار في مقر تقديم اللقاح، لا يحتاج المستفيد من الخدمة إلى البحث عن موظف للاستفسار أو طلب مساعدة. الموظف هو الذي يبادر، يقرأ لغة الجسد، ولغة العيون ويتجه للمستفيد من الخدمة ويقول بكل لطافة: هل من خدمة أقدمها لك.
إن تقديم اللقاح هو جزء من عمل شامل وجهود مشتركة بين أجهزة الدولة المختلفة تعاملت مع أزمة كورونا بكل جدية وبقرارات قيادية واعية مستندة إلى حقائق وحيثيات صحية وإنسانية نتج عنها تجربة رائدة ومميزة في التعامل مع هذه الأزمة يحق لنا أن نوثقها ونفخر بها.




http://www.alriyadh.com/1873350]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]