ما أن يخطو النصر للأمام خطوة، إلا ويتراجع للخلف ضعفها عشرًا، وكأنه كُتب على هذا الفريق وعشاقه المعاناة والنكد، فبمنتصف العقد الثاني من هذه الألفية خطى النصر للأمام خطوة جبارة كانت نتائج عودة قوية لبطولة الدوري بعد غياب عقدين من الزمن وكان بصحبتها بطولة كأس غاب عن الفريق ثلاثة عقود لكن سرعان ما تراجع وتراجع معها كل شيء الحماس والروح وبريق الفريق وحماس أنصاره وعشاقه بعد أن ملأوا الأرض والفضاء هتافًا وضجيجًا ظناً منهم أن فريقهم قادر على العودة وأن ما مر به مجرد كبوة جواد وسيعود بعدها قويًا فنيًا وماليًا وإداريًا إلا أن آمال تلك الجماهير العريضة تحطمت وهي تشاهد الفريق بين مرحلة وأخرى يعود فنيًا إلا أن سرعان ما تتعقد أوضاعه ونتائجه بسبب أوضاعه المالية الصعبة والمعقدة الناتجة عن قراراته الإدارية الخاطئة والمؤثرة في مسيرته!
قبل موسمين عاد النصر للواجهة ببطولة كبرى أنتشى معها عشاقه واحتلفوا بالمنجز الفخم في قيمته ومسماه وحق لهم ذلك مطلقين عليه لقب "الاستثنائي" وكأنهم يدركون بأنها مرحلة استثنائية سيعود بعدها الفريق لحالته وما أسرع عودة الفريق لغيابه ومشاكله الإدارية والمالية التي عطلت من قدرات نجومه الفنية التي تزخر بها خارطة الفريق رغم أن الظروف كانت مشرعة أبوابها للنصر ليزيد من بريقه وتألقه وبطولاته وشعبيته في مشهد يتكرر بين فترة وأخرى مسببًا الكثير من الصدمات النفسية لعشاق أدمنوا حب اللون الأصفر يتعافون بتعافيه ويمرضون بمرضه وسط صمت رهيب وغريب ومريب من صناع قراره ورجاله الذهبيون!
اليوم تزخر صفوف الفريق بكم كبير من الأسماء المؤثرة والمميزة على الصعيد المحلي وعلى مستوى منتخبات بلدانهم، إلا أن حضور تلك الأسماء بالاسم فقط بعد أن غيبت الأوضاع الإدارية والمالية الصعبة التي تحيط بالفريق معنوياتهم، ليغيب معهم النصر وتغيب ابتسامة عشاقه ومحبيه كحالة متكررة وغير مستغربة!
الأوضاع المالية التي كبلت النصر وحدت من انطلاقته وأثرت على مسيرته وعطاء نجومه في السابق وفي الأمس القريب تعود اليوم كشبح مخيف لمستقبل الفريق مشكلة صورة ضبابية عن القادم الصعب فمشكلة البرازيلي جوليانو الذي بالأمس كان نجم النجوم بالفريق ومن بعده ابن جلدته المدافع مايكون تبرز اليوم كحالة ماثلة على ما يعانيه فارس نجد من مشاكل إدارية ومالية متكررة يصعب حلها، إلا إذا اتحد شرفيو الفريق وذهبيوه وسارعوا بوضع حلول عاجلة لوقف التراجع في مستوى الفريق والمحافظة على نجومه المؤثرين الذي تؤكد الأخبار أن أبرزهم عقد العزم على المغادرة احتجاجًا على ما يعانونه مالياً!
فالنصر اليوم في ظروفه المعقدة أحوج لرجاله وذهبييه أكثر من أي وقت مضى في ظل هذه التراكمات من المشاكل التي أن لم تجد حلاً وتدخلاً عاجلاً قد تعصف بالفريق سريعًا ووقتها لا ينفع الصوت!
فاصلة:
أتى تصدر الهلال للأندية المحلية بمواقع التواصل الاجتماعي المختلفة كدلالة وتأكيد على جودة وقيمة هذا الهلال وجماهيريته وشعبيته وبطولاته، وقبل ذلك قراراته التي بنيت على أسس صلبة شعارها الهلال قبل وفوق الجميع فتميز وتصدر في كل شيء.
http://www.alriyadh.com/1873363]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]