منذ ظهور جائحة كورونا في المملكة قبل نحو عام، وحكومتنا الرشيدة ترفع شعار «الإنسان أولاً»، وتؤكد على الدوام أن صحة الإنسان، سعودياً كان أو غير سعودي، خط أحمر، ممنوع المساس به أو الرهان عليه، وتحت هذا الشعار، لطالما بذلت الحكومة الغالي والنفيس من أجل حماية الأنفس، وهذا ما شهد به الجميع، وأقرت به المنظمات الدولية التي رأت أن المملكة جاءت في مقدمة دول العالم في التعامل النبيل والإنساني مع شعبها ومُقيميها خلال حربها ضد الجائحة.
وقبل فرض أو إلغاء أي إجراءات جديدة، للحد من انتشار الفيروس، تراعي المملكة الكثير من المعايير والاعتبارات الاقتصادية والإنسانية، وتأخذ في الحسبان الصالح العام، ولا تتجاهل الصالح الخاص، وتنظر نظرة شاملة إلى معيشة الناس واحتياجاتهم، وتُقيم مسار الاقتصاد، وتراقب التأثيرات التي حلت به.
وفي كل مرة كانت المملكة تفرض فيها إجراءات احترازية جديدة، كانت تعلن في الوقت ذاته أنها ستراجع هذه الإجراءات على الدوام، لمعرفة الجدوى من تمديدها أو إمكانية إيقاف العمل بها، واليوم وتحت الشعار نفسه، رأت المملكة أنه لا فائدة من تمديد العمل بالإجراءات الاحترازية الأخيرة التي اتخذتها قبل أكثر من شهر، وشملت إيقاف جميع الأنشطة والفعاليات الترفيهية، وإغلاق دور السينما والمراكز الترفيهية الداخلية وغيرها الكثير من الإجراءات التي طالت قطاعات الاقتصاد ومعيشة الناس.
عدم تمديد العمل بالإجراءات الاحترازية، يحمل إشارات إيجابية ومُطمئنة؛ أولها: أن الوضع الصحي في المملكة يشهد استقراراً نوعياً، لا يحتاج معه إلى تجديد هذه الإجراءات بشكل أو بآخر، وثانيها: أن هناك الكثير من المجالات الاقتصادية التي توقفت في الفترة الماضية، تستطيع اليوم أن تستعيد نشاطها من جديد، وتبدأ رحلة تعويض ما فاتها، ولهذا انعكاس كبير على دورة الاقتصاد السعودي بجميع قطاعاته ومجالاته، وخاصة المشروعات الصغيرة والمتوسطة، التي تضم عدداً غير قليل من الموظفين المواطنين، وتحتاج هذه المشروعات قبل غيرها أن تستعيد نشاطها المعتاد، حتى تبقى وتستمر وتزدهر.
المملكة في قرارها هذا، تعكس رغبتها، بل حرصها على تسيير الحياة اليومية في دورتها الطبيعية، من دون التضييق على الناس، ولا يمنع هذا القرار، من أن يلتزم الجميع بالإجراءات الوقائية الشخصية، التي تقيهم الإصابة بالفيروس، فهذا الالتزام لا بد أن يكون نابعاً من الشخص أولاً، قبل أن يكون فرضاً من الجهات المعنية، هذا يدعم جهود الدولة لحماية الأرواح.




http://www.alriyadh.com/1873950]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]