تتسابق الشركات لنيل ثقة ورضا عملائهم بشتى الطرق، فكثرت العروض، وتزايد تفاعل الجمهور؛ ليحظى بما تقدمه الشركات المختلفة، ويتم ابتكار وسائل جديدة من التواصل، فتم ابتكار الرقم (800) المجاني، وحظيت تلك الخدمة باستحسان المواطنين والمقيمين على السواء.
ولأن دوام الحال رابع المستحيلات «الغول والعنقاء والخل الوفي»، انتهى عصر مجانية وسائل التواصل مع الشركات والمنشآت الخدمية، واندثر الرقم المجاني، وجاء الرقم (9200)، الذي تستغله الشركات في الترويج لعروضها ومنتجاتها، ويتحمل تلك الحملات المواطن والمقيم، الذي أضحى وسيلة من وسائل تعظيم دخل المنشآت الخدمية، وكأن القائمين عليها يؤمنون باستراتيجية تنويع مصادر الدخل على حساب المواطن، الذي يتلقى الخدمة آخر المطاف بعدما يتم استنزافه نفسياً وعصبياً وأخيراً مادياً، وربما لا يحصل على ما يريد من خدمة بعد فترات الترويج المبتكرة التي شُنّفت بها أذناه.
إن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات قدمت الكثير لتلك الصناعة، ومازالت تحمل على عاتقها تطوير تلك المنظومة الحيوية، ولكننا نحتاج وقفة صارمة حيال ما يتعرض له الإنسان على أرض المملكة من استغلال، رغم أن هذا الإنسان هو المورد الرئيس لاقتصادات الهيئة، فكان الأحرى بها أن تمنحه ما يستحق من حماية.
من هنا نتوجه لمؤسسات حماية المستهلك، وقبلها هيئة الاتصالات، ثم الشركات، والمنشآت التي تقدم خدماتها عبر الترويج بالرقم (9200)، ليعيدوا منظومة الاتصال المجانية، ولا ضير إذا استخدمت في الحملات الإعلانية، ولكن لا نحمّلها جيب المواطن والمقيم.
http://www.alriyadh.com/1875129]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]