حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 20 مارس بوصفه اليوم الدولي للسعادة، وذلك اعترافا منها بأهمية السعادة والرفاه، وبوصفهما قيمتين عالميتين مما يتطلع إليه البشر في كل أنحاء العالم، ولما لهما من أهمية فيما يتصل بمقاصد السياسة العامة، كما أنها تقر كذلك بالحاجة إلى نهج أكثر شمولا وتساويا ومنصفا للنمو الاقتصادي بما يعزز التنمية المستدامة، والقضاء على الفقر، ونشر السعادة والرفاه بين كل الناس، وذلك وفقاً لما جاءت به أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر.
جاء القرار بمبادرة من بوتان، البلد الذي يعترف بسيادة السعادة الوطنية على الدخل القومي منذ أوائل السبعينيات، واعتمد هدف السعادة الوطنية الشهير وسيادته على الناتج القومي الإجمالي، كما أن بوتان استضافت كذلك اجتماعا رفيع المستوى تحت عنوان: (السعادة والرفاه: تحديد نموذج اقتصادي جديد)، وقد طرح فكرة تحديد يوم عالمي للسعادة الناشط والفيلسوف والمستشار الخاص للأمم المتحدة جايمي ليان لإلهام الناس جميعا حول العالم للاحتفال بالسعادة في يوم مخصص لها، وتعزيز حركة السعادة العالمية.
ففي عام 2011 طرح ليان فكرة تحديد يوم عالمي جديد يتم الاحتفال به عالميا لكبار مسؤولي الأمم المتحدة، لدعوة الناس لتذكر الأسباب التي تجعلهم سعيدين، ليكون يوما للسعادة حول العالم، وقام بحملة ناجحة لتوحيد تحالف عالمي يضم جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة، وحصل على موافقة الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك بان كي مون، لدعم مفهوم إنشاء يوم تقويمي رسمي جديد للأمم المتحدة معروف باليوم الدولي للسعادة، وحدد قرار الأمم المتحدة 66/281 (اليوم العالمي للسعادة)، والذي تم تبنيه في النهاية بالإجماع من جانب جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة في 28 يونيو 2012.
اختار جايمي ليان تاريخ (20 مارس) على اعتباره يوافق يوم الاعتدال الربيعي، وهي ظاهرة عالمية تحدث حول العالم في الوقت نفسه وبذلك سيشعر العالم حول العالم جميعهم بالشعور نفسه في نفس الوقت، ويحدث الاعتدال في اللحظة التي يمر فيها خط الاستواء للأرض من خلال مركز قرص الشمس، ويمثل نقطة النهاية في نصف الكرة الشمالي والنقطة الخريفية في نصف الكرة الجنوبي، وقد تم الاحتفال بأول يوم دولي للسعادة في 20 مارس 2013.
وقد تم إطلاق تقرير السعادة العالمي للمرة الأولى عام 2012، وهو عبارة عن مسح سنوي تجريه (شبكة حلول التنمية المستدامة) التابعة للأمم المتحدة، ويعمل على تصنيف 149 دولة حول العالم بناء على عوامل أهمها إجمالي الناتج المحلي للفرد، والحياة الصحية المتوقعة، بالإضافة إلى آراء سكان الدول، ويعتمد الباحثون فيه على استطلاعات رأي تطلب من المشاركين فيها الإجابة على مقياس تدريجي من 1 إلى 10 بشأن مدى الدعم الاجتماعي الذي يشعرون به في حالة وقوع مشكلة ما، وحريتهم باتخاذ القرارات المرتبطة بحياتهم الخاصة، وشعورهم بمدى تفشي الفساد في مجتمعاتهم، بالإضافة إلى مدى كرمهم، وقد تربعت فنلندا على عرش مؤشر السعادة العالمي للعام 2021، بينما حلت السعودية في المرتبة 21 عالميا والأولى عربيا..
فالكم السعد دوماً.
http://www.alriyadh.com/1876864]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]