بهجمات إرهابية مكثفة تستهدف المدنيين والمنشآت المدنية في المملكة جاء رد ميليشيا الحوثي على المبادرة التي أطلقتها السعودية من أجل تسوية الأزمة اليمنية؛ ليرسخ أمام أعين المجتمع الدولي حقيقة لا تقبل الجدل، ألا وهي ارتهان الحوثيين لإيران، وعدم امتلاكهم أي إرادة للتفاعل مع نداءات واستحقاقات السلام.
يومًا بعد الآخر يثبت الحوثيون عدم صلاحيتهم كشريك لصنع وبناء السلام، وانسلاخهم عن المظلة الوطنية والحاضنة العربية بارتمائهم في أحضان نظام الملالي في طهران، فالتصعيد الحوثي الراهن إحدى أدوات الأجندة الإيرانية المتهورة التي تستخدم اليمن كورقة مساومة في الجهود المتعثرة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، فطهران تعمل بكل ما في وسعها على إطالة أمد الحرب، إذ إن أي أفق للتسوية السياسية في اليمن يمثل كارثة لنظام الملالي وإضعافًا لموقف طهران في أي مفاوضات مستقبلية مع الولايات المتحدة.
ومن المؤسف أن بعض السياسات المتراخية التي اتخذتها الإدارة الأميركية الديمقراطية بقيادة الرئيس الأميركي جو بايدن حيال الحوثيين وطهران، فاقمت تعقيد الأزمة اليمنية بدلًا من حلحلتها، وليس أدل على ذلك من أن التساهل الأميركي مع الحوثيين عبر حذفهم من قوائم الإرهاب بذريعة مخاوف عرقلة إيصال المساعدات الإنسانية لليمنيين، لم يسهم في إقناع الحوثيين بالاستجابة لدعوات واشنطن المتكررة لوقف الهجوم على مأرب، والاعتداءات التي تستهدف المملكة.
لقد أظهرت المبادرة السعودية حرص الرياض على أمن واستقرار ووحدة وسيادة اليمن، ووضعت الحوثيين في موقف صعب أمام الشعب اليمني والمجتمع الدولي على حدٍّ سواء، فسعي تلك الميليشيا الإرهابية لإفشال المبادرة بتحريض إيراني مفضوح يؤكد أن مشروعها لليمن هو الخراب والدمار وليس الخير والإعمار.
إن تاريخ ميليشيا الحوثي يشهد أنه لا عهد ولا كلمة لهم، فلطالما نقضوا العهود والاتفاقيات، سواء مع الحكومة اليمنية أو القبائل أو باقي الأطراف السياسية، وهو ما يستلزم مقاربة جديدة جادة ومسؤولة تتبناها الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، تقوم على وضع الأداة العسكرية في الاعتبار كعنصر ضروري للضغط على الحوثيين بشكل كافٍ وصولًا إلى مفاوضات ذات معنى، فهذه الميليشيا الإرهابية لا تفقه سوى لغة القوة فقط، ولن تستجيب إلا بالضغوط وتكبد الخسائر الفادحة.
وتُعد مسيرة الجولات التفاوضية على مدى الأعوام الستة السابقة سواء في الكويت أو جنيف أو استوكهولم خير شاهد على ذلك، إذ جاءت جميعها، بعدما تَعرّض الحوثيون لضغط عسكري شديد الوطأة من جانب التحالف العربي لدعم الشرعية.
خلاصة القول.. ربما بات الوضع اليمني الراهن فرصة للتذكير بقاعدة استراتيجية تتمثل في أن العمل العسكري الهجومي عنصر ضروري للوصول إلى مفاوضات هادفة، ومن هنا لا بد أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته في اتخاذ إجراءات رادعة ضد الحوثيين ومن ورائهم إيران بعدما أصبحوا يشكلون تهديدًا خطيرًا للأمن والسلم الدوليين.




http://www.alriyadh.com/1877580]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]