يوم السبت المقبل سيتم نقل 40 مومياء وتابوتا للأسر الفرعونية التي حكمت مصر، والنقل سيكون من المتحف المصري إلى المتحف القـومي للحضارات المصرية، وهو مشــــروع ثقافي رائد عملت عليه اليونســـكو ما بين العامين 1982 و2002، وأشرف على تصميمه المعماري الياباني أيسوزاكي وأستاذ العمارة المصري الدكتور الغزالي، وافتتح جزء منه في 2017.
المتحف سيعمل على خطة تطوير مدتها سبع سنوات، وبما يؤهله لأن يدخل قائمة التراث العالمي، وستوضع مومياوات الملوك والملكات داخل كبسولات نيتروجين، وعلى وسائد مصنوعة من خامات لا تتفاعل مع مواد التحنيط، ومسيرة الموكب ستستمر لأربعين دقيقة وسط متابعة عالمية، وستحضرها شخصيات عامة ومشاهير من الشرق والغرب، وستغطيها محطتا ديسكفري وناشونال جيوغرافيك وغيرها.
بعض المصريين والعرب تجاهل قيمة المناسبة، وأحال ما وقع من أحداث داخلية مؤسفة في الفترة ما بين يومي 23 و28 إبريل الماضي لما يعــــرف بلعنة الفــراعنة، ولدرجة الاستشهاد بسفينة التايتنيك التي غرقت في سنة 1912، لأنها كانت تحمل على متنها مومياء فرعونية مملوكة للورد سنترفيل، وتوجد رواية ثانية تقول إن الخليفة المأمون دخل وفتش في الهرم الأكبر سنة 832، ومن ثم مات بعد ذلك بسنة واحدة، وفي الواقع المومياوات سبق وأن تنقلت بين أكثر من مكان، وكان هذا قبل أن تصل إلى المتحف المصري في سنة 1902، بالإضافة إلى وجودها في متاحف أوروبية، ولم يصاحب ذلك لعنات أو خوارق فرعونية.
الوفيات التالية لعمليات النبش في مقابر الفراعنة ثابتة، ولكنها تأتي لأسباب طبيعية جداً، فقد أخذت عينات من داخل فتحات التوابيت الفرعونية وتم إجراء تجارب معملية عليها، وثبت بالدليل العلمي احتواؤها على مستويات عالية من الأمونيا وكبريتيد الهيدروجين، وهذه الغازات سامة جداً وتؤدي إلى الوفاة المباشرة، حتى أن أستاذ التشريح ثيادور بلهارس، اكتشف دودة البلهارسيا المعروفة باسمه في مومياء فرعونية اشتراها، وعبارات التهديد الموجودة على مقابر الفراعنة، لم تكن طلاسم أو تعاويذ، وإنما وسيلة لترهيب اللصوص وإبعادهم.
عبارة لعنة الفراعنة اخترعها قدامى المصريين أنفسهم، لحماية قبورهم من السرقة، وقامت جريدة نيويورك تايمز بإعادة إنتاجها في سنة 1922 بعد وفاة اللورد كارنافون، لأغراض تجارية خالصة، ولتحقيق نقطة في سباق الحصريات مع تايمز اوف لندن، صاحبة المادة الحصرية الخاصة باكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، وتعمد الإحالة على الفراعنة ولعنتهم في الأحداث الأخيرة، يستهدف إحباط المنجز المصري الدولي في 3 إبريل المقبل، ويحاول ضرب الاقتصاد المصري، وكذلك التأثير في شكل العلاقة الدافئة بين المصريين وقيادتهم السياسية، بالإضافة إلى تعطيل الإصلاحات التي يجري العمل عليها في الوقت الحالي، حتى لا تعود مصر إلى موقعها بجوار المملكة كدولة وازنة وثقيلة في محيطها، ومن يقف وراءه لا يحتاج إلى تعريف.
http://www.alriyadh.com/1878202]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]