غالبية الناس لديهم الرغبة في التحول الإيجابي ولكن لا يملكون الأدوات الفكرية والسلوكية لبدء التحول وأغلب الناس الذين مرّوا في محاولات متكررة للتغيير أصيبوا بالإحباط وبعضهم كاد أن يفقد الأمل من كثرة مرات الفشل وتكرار الوقوع في الأخطاء وعدم الاستفادة من التجارب السابقة.. ومما يزيد من الإحباط ويدمر الذات الغرق في لوم النفس وخلق سيناريوهات من الشعور بالذنب وتأنيب الضمير دون توقف أو وضع حد للغرق في مثل تلك السيناريوهات غير السارة والتي تزيد من حالة الإحباط ثم الاكتئاب والمخاوف، ومع الوقت يعتقد الناس أن فرص السعادة والأمل تقلّ وخاصة مع التقدم في العمر وهذه مفاهيم خاطئة تكوّنت عبر الزمن وربما تكون تكوّنت من منظور ثقافي يأتي الشخص وهو محمل بمثل هذه المفاهيم الخاطئة عن الحياة.
الناس مع الوقت يبنون في عقولهم معتقدات قطعية وسلبية تجعلهم يتعاملون مع المواقف والأحداث الحياتية بمحتوى من الأفكار الكارثية وقائمة من المستحيلات حتى تصبح مع الوقت لغة من لغات أفكارهم وتتمكن من المحتوى الفكري في عقولهم فتصبح المستحيلات أكثر من المستحيلات ومع أن الإنسان عادة ما يتبنى فكر المستحيل إلا أنه لا يلبث أن يحول المستحيل إلى ممكن فكل شيء ممكن، وإنما المستحيل يأخذ وقتاً أطول، وعلى ضوء ذلك فمن باب أولى أن نختصر الوقت بتعزيز فكرة الممكن على المستحيل، كون استهلاك واستخدام مثل هذه العبارات القطعية التي عادة ما تستخدم لبقاء الجنس البشري يؤدي إلى فقدان الأمل وتعطيل النشاط الإنساني الإيجابي.
نحن في خضم أي مواقف أو أحداث وفي الأزمات نفكر بسلبية بل قد نفقد الأمل ونتوقع أننا لن نخرج من تلك الأزمة ونفقد الصبر ونحبط أيضاً ونتوقع أن هذه المشكلة أو الأزمة لن تنحل ثم ما تلبث أن تنحل بطريقة أو بأخرى وبألم أو بدون ألم، وفي أحيان كثيرة بفعل الزمن فالقاعدة الحياتية تقول لن يبقى أي حال كما كان عليه، ودوام الحال من المحال والتاريخ خير دليل يثبت لنا يوماً بعد يوم هذه القاعدة.
اليوم قد نستهلك الكثير من العواطف في الإحباط والقلق والاكتئاب ونعيش الأربع وعشرين ساعة بدون أهداف واضحة أو عشوائية ونعتقد أننا مشغولون، ولكن في الحقيقة لسنا مشغولين أشغلنا أنفسنا بأمور لا لزوم لها وليس لها عائد على تحقيق ذاتنا.
طيب هل سنستمر في هذه الحيل التناورية اللاواعية مع أنفسنا، ونفقد الأمل أم لابد أن نقف مع أنفسنا ونقرر أن نبدأ من حيث انتهينا، فقرار البداية ليس مرهوناً بالزمان أو المكان المهم أن نقرر أن نبدأ وأن نبدأ بما هو متاح لدينا من إمكانات شخصية ومواطن قوة في شخصياتنا وأن نتخلص من الأشياء التي لا لزوم لها في حياتنا.




http://www.alriyadh.com/1878490]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]