ضبط تداعيات جائحة كورونا، والحد من آثارها الصحية والاقتصادية مهمة مشتركة بين الدولة والمجتمع، وفي ظل قيام الدولة بدورها على أكمل وجه يبقى دور المجتمع ووعيه لإنجاح مواجهة هذا الوباء الخطير، ومن المؤسف القول إن قطاعات واسعة في المجتمع لم تدرك بعد هذه الحقيقة، وما زالت تُهوّن من حجم الخطر، وتمضي في سلوكياتها غير المبالية، مثل إهمال ارتداء الكمامات، وعدم الالتزام بالتباعد الاجتماعي في الأماكن العامة، والتجمعات العائلية الواسعة، واستمرار المناسبات الاجتماعية، ويقدم المنحى التصاعدي لمؤشر الإصابات اليومية صورة جلية عن نتائج هذا التهاون، وما يمكن أن يقود إليه من قرارات ضرورية حازمة لحماية المجتمع.
من المدهش هنا أن تواتر أخبار الحجر حول العالم، ولجوء بعض الدول لإجراءات صارمة لاحتواء تداعيات الوباء العنيد لم يكونا كافيين لدى البعض لإشعال شرارة الوعي وتوضيح معالم الصورة حول جدية الحديث عن مخاطر كورونا، والآثار المخيفة لتصاعد حالات الإصابة، وما يمكن أن تشكله من ضغط رهيب على القطاع الصحي بما يمس كل فئات المجتمع حتى من غير المصابين، لذا فإن الخيار واضح هنا، التزام بالإجراءات الوقائية وانتهاج سلوك صحي حذر مع ممارسة الحياة بشكل طبيعي، أو الاضطرار لإعادة الحجر وإغلاق بعض الأنشطة بما يؤثر على الجميع، فهل هذا خيار يستحق التردد؟
من حسن الحظ أن القرار ما زال بعهدة المجتمع، وما انفك المسؤولون يناشدون الجميع إدراك أهمية وعيهم والتزامهم لتجنيب الدولة قرارات صعبة، عبر التوازن في ممارسة نشاطاتهم اليومية بما يكفل استمرار الوضع الطبيعي للحياة، لكن هذه المهلة قد لا تستمر طويلاً، وربما يؤدي تصاعد منحى الإصابات بشكل سريع - لا سمح الله - إلى تدخل الدولة بحزم، ومن العقلانية والحكمة هنا أن يتخذ المجتمع قراره الصحيح وبسرعة طالما كان القرار بيده.




http://www.alriyadh.com/1879186]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]