تخلت الأغلبية عمَّا يمكن وصفه بـ"القناعة الذاتية". يبحث كثيرون عن الرؤى الموزعة على رفوف الاستنساخ، المصنوعة للاستهلاك الجمعي، والمكتنزة بالأشياء التي تشبه كل شيء إلا أصحابها.. لكي تكون جاهزة، ملائمة، لمواجهة أي ذائقة حائرة.
يغيب عن ذوي القناعات الجاهزة فكرة التشابه في النتائج، والخبرات المكررة، والرتابة المولودة من التناسخ، وعيش حيوات أخرى، مختلفة الظروف والرغبات والاحتياج، لا تلبث حتى تصبح خيارات منبوذة، لكونها مستوردة، لا تعبر عن أشخاصها، بعد أمد قصير، حيث يتلاشى بريق الدهشة المزيفة.
غالبًا، يكون الدافع الأهم هو الخوف من الاستقلال بالفكرة، فتحدث التبعية، لأن توابعها أيسر، ومخرجاتها معروفة ومجربة، حتى لو لم تعبر عن الماهية الشخصية، إلا أن المعرفة بها يسهل من التعاطي معها، وهذا هو السبب الآخر المتمثل في الجهل، أو عدم الثقة بمستقبل الاختيار المستقل، والإيمان بالقتال من أجله، حتى آخر قناعة.
كما أن عدم فهم الرغبة الذاتية، يسهم في عملية اختيار الرؤى المعلبة، لأن الدافع هنا يكون الحيرة، لتأتي سلسلة الأشياء المجربة كمنقذ، يتناغم مع طرق مأمونة المسارات، تفضي لمساحات بسماء توقعات منخفضة، لا تغريها غيوم الأسئلة الكبيرة، الكثيرة.
إن قرار السير في الطرقات غير المعبدة، واتباع الاعتقادات الخاصة، المعجونة من أفكار وخبرات وحدس وإيمان؛ يتطلب قوة استثنائية، وفهمًا عميقًا للاحتياج الفرداني، بعيدًا عن مغريات التكتلات، والتحديات المتوالدة باستمرار، باختلاف أسبابها ومصادرها. والأهم، هو الإلمام بالذات قبل أي شيء، والتحقق من الحاجة لبناء أفكار مستقلة، أو القدرة على ذلك، وتحديثها بشكل متتابع، وعميق.
وأخيرًا.. "قل (لا) ألف مرة، لألف شيء يشتت انتباهك ويعرقل تفكيرك، وركز جيدًا على عمل الأشياء بطريقة ابتكارية مختلفة عن المعتاد"، تمامًا كما يقول "ستيف جوبز". والسلام..




http://www.alriyadh.com/1880228]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]