مع إعلان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان افتتاح وتشغيل مشروع سكاكا للطاقة المتجددة الخميس الماضي، دخلت المملكة عصر الطاقة المتجددة والنظيفة، وذلك تنفيذاً لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للطاقة المتجددة في إطار رؤية 2030. إنه فعلاً إنجاز تاريخي وعصر جديد بفضل قيادتنا الرشيدة التي برؤيتها تتحقق طموحاتنا وأهداف التنمية المستدامة. وقد وصف وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان هذا الإنجاز العظيم في كلمته بهذه المناسبة "لن أنساك يا سلمان ولن أنساك يا محمد" ونقول نعم ونحن معك لن ننساهما أبداً ولن "ننساك أيضاً يا عبدالعزيز" فكلماتك مؤثرة وتعبر عن التفاني والإخلاص للقيادة والوطن. ثم أكد سموه قائلاً "نحن في قطاع الطاقة، ولنا في ذلك قدوة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد، لا نتحدث عمّا سوف نفعل، بل نقف أمامكم الآن لنتحدث عمّا انتهينا من إنجازه، ولا نعد بأيّ مشروعات إلا عندما تنتهي لأن هذا المحك الحقيقي وهذا ما يحتاجه الوطن والمواطنون" نعم مرة ثانية إن الأعمال بالإنجازات والأرقام تتحدث عن نفسها. ورغم الظروف القاسية التي سببتها الجائحة، إلا إن مملكتنا تواصل تنفيذ مشروعاتها للطاقة المتجددة واستطاعت المحافظة على توازن سوق النفط العالمية في ظل ظروف اقتصادية عالمية غير مسبوقة.
ومازلنا نتذكر توقيع الملك عبدالعزيز -رحمة الله عليه- اتفاقية الامتياز للتنقيب عن النفط مع شركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا في 29 مايو 1933، وتتدفق أول بئر للنفط من (بئر الدمام رقم 7) في 4 مارس 1938، ليذهب بعد ذلك الملك عبدالعزيز في ربيع 1939 إلى الظهران للاحتفال بهذه المناسبة. وها هو التاريخ يعيد نفسه بإنتاج المملكة لأول مرة للطاقة الكهروضوئية من (شمس سكاكا رقم 1) في 8 أبريل 2021، بطاقة 300 ميجاوات أو لسد حاجة 41 ألف وحدة سكنية من الطاقة وبتكلفة 1.1 مليار ريال وتقليص الانبعاثات الكربونية بـ564 ألف طن سنوياً. وقريباً ستشهد المملكة مشروعات أخرى ومنها أول مشروع لطاقة الرياح في محطة دومة الجندل لإنتاج الكهرباء، بطاقة 400 ميجاوات أو تلبية حاجة 72 ألف وحدة سكنية من الطاقة، وبتكلفة 1.8 مليار ريال وخفض الانبعاثات الكربونية بـ988 ألف طن سنويا. وستسهم هذه المشروعات بزيادة المحتوى الوطني والتوظيف الشبه الكامل للمواطنين.
إنها المملكة الخضراء بطاقتها المتجددة والنقية من الانبعاثات الكربونية، التي تستخدم مزيج الطاقة الأمثل بكفاءة أعلى، وبتكلفة أقل عالمياً (1.04–1.24) سنتا/كيلووات للساعة، ومساهمة أكبر في خفض الانبعاثات الحرارية بأكثر من 7 ملايين طن سنوياً، حيث سيساهم كل من الغاز ومصادر الطاقة المتجددة في إنتاج الكهرباء بـ50 % بحلول 2030م، مما سيوفر (1) مليون برميل نفط مكافئ يومياً. وتتميز هذه المشروعات الجديدة باستقلالية التمويل من خلال الشراكة بين القطاعين العام والخاص وشراء الطاقة المنتجة، حيث تم توقيع 7 اتفاقات شراء لمدة 20 إلى 25 عاماً مع شركة السعودية لشراء الطاقة. وبهذا تجمع المملكة بين ريادة إنتاج النفط عالمياً، باعتبارها أكبر مصدر للنفط وتمتلك أكبر طاقة إنتاجية وثاني احتياطي نفطي وبأقل تكلفة إنتاجية في العالم، وريادة إنتاج الطاقة المتجددة الأقل أيضاً تكلفة في العالم بحلول 2030.




http://www.alriyadh.com/1880305]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]