ما الذي يقرؤه متابع حصيف، في الأحداث التالية؟
انطلاق انتخابات الرئاسة السورية بمشاركة بشار الأسد الذي حول بلاده لهشيم دامٍ، وساحة مفتوحة للقوى الأجنبية، متزامنة مع محاولات مريبة لإعادة تأهيل هذا النظام الدموي. وفي الوقت ذاته اجتماعات دولية وجهود متسارعة لإحياء الاتفاق النووي المعيب مع النظام الإيراني، وغض الطرف عن سلوكه التدميري في المنطقة وفي العالم، بل وتجاهل موقفه الاستفزازي برفع مستوى تخصيب اليورانيوم.
على الضفة الأخرى تثار قضايا مفتعلة ضد الدول العربية المؤثرة، ويستيقظ فجأة الحس الإنساني المزعوم لدى جماعات ومنظمات مشبوهة تسن حرابها ضد أي تحرك عربي مستقل لحماية مصالحه وتعزيز مصادر قوته، في نهج متناقض لا يمكن تفسيره إلا بكونه كاشفاً عن سياسة منافقة، وسياسة كيل بمكيالين، تغطي أهدافها المريبة بشعارات زائفة لم تعد تنطلي على أحد.
في هذا الواقع الدولي العجيب الذي يتعايش نظامه مع مجرم حرب، ويجلس مع نظام إرهابي صريح وجهاً لوجه على مائدة التفاوض، يعد واجباً أن ندرك كشعوب ما يجري حولنا من وقائع وخطط بعيدة الأمد لهندسة المنطقة التي نعيش فيها، وما يحدث خلف الجدران من إعادة رسم الخريطة الإقليمية وقلب الموازين لصالح أجندات لا ريب أنها ستكون لصالح طرف على حساب آخر، ومن المهم هنا أن ندرك بيقين تام أن المملكة تمثل في هذا السياق صمام أمان للمنطقة، وسوراً عالياً لا يمكن لأي مشروعات مشبوهة أن تقفز عبره إلى الإقليم، مهما كانت قوة الدول التي تقف وراء هذه المشروعات، فما تملكه المملكة وشقيقاتها من الدول العربية المؤثرة من أوراق قوة وتأثير ليس بوسع أحد أن يتجاهله، ولذا فإن كل ما يجري في المنطقة لا سيما المفاوضات الجارية مع إيران لا يمكن لها أن تحقق شيئاً إن لم تأخذ مصالح دول المنطقة كلها بالاعتبار، أما إطلاق يد النظام الإيراني في المنطقة، فعلى المجتمع الدولي أن يدرك أن المملكة بما تملكه من ثقل سياسي واقتصادي قادرة تماماً على خوض معركتي التنمية وتعزيز قدراتها العسكرية بذات الفعالية، وهو ما لا يسع النظام الإيراني المتهاوي الذي يكاد يسقط لولا محاولات إنجاده المريبة.




http://www.alriyadh.com/1881581]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]