مفاجأة مدوية في عالم كرة القدم تمثلت في تحالف 12 نادياً لتنظيم بطولة جديدة باسم دوري السوبر الأوروبي من دون موافقة الاتحاد الأوروبي. يشارك في هذه المسابقة 20 نادياً، وهي 15 نادياً مؤسساً، و5 أندية تصنف سنوياً بناء على أداء الموسم السابق. ويحصل كل فريق مؤسس على مليار يورو لمرة واحدة، وكل فريق يشارك على 350 مليون يورو سنوياً، كما أن البطل يحصل على مليار يورو.
ردود الفعل على هذه الخطوة كانت معترضة وقاسية داخل أوروبا وخارجها، ومن الإدارات والمدربين والجماهير. وصفت هذه الخطوة بالتمرد، وقيل: إنها توجه مادي بحت يعكس فكر رجال أعمال يديرون الأندية، وكأن اللاعبين مجرد آلات يجب أن تستمر في الحركة والإنتاج من دون توقف.
من زاوية رياضية يقوم هذا التحالف على أن الـ12 نادياً لا حاجة لها للتنافس من أجل الـتأهل لهذه البطولة، هذا التأهل مضمون. هذا ما جعل المدير الفني لفريق مانشستر سيتي يعلق على هذا التمرد أو التحالف قائلاً: ليست رياضة إذا لم تكن علاقة بين الجهد والنجاح، بين الجهد والمكافأة، إنها ليست رياضة عندما يكون النجاح مضموناً مسبقاً، إنها ليست رياضة عندما لا يهم إذا خسرت.
هذا التعليق من المدير الفني تعليق منطقي لأن متعة كرة القدم هي في المنافسة والعمل الجاد من أجل التأهل للبطولات في إطار بيئة تنافسية محكومة بالأنظمة والعدالة.
الاعتراض على هذه البطولة الجديدة جعلت بعض الأندية تتراجع وتنسحب من هذا التحالف، كما دفعت ببريطانيا إلى التفكير بإصدار تشريع يمنع الأندية الستة الكبار من الانضمام للسوبر الأوروبي ثم انسحبت الأندية الإنجليزية بالفعل، كما أن أندية مهمة مثل بايرن ميونخ رفضت الانضمام لهذه البطولة الجديدة المتمردة ذات الطابع المادي البحت. اعتراضات قوية متتابعة وخطوات سريعة لا تكتفي بالتنديد والشجب ولكنها تتخذ القرارات وكأن العالم يمر بأزمة طارئة خطيرة. رئيس الوزراء البريطاني يعلق على البطولة المقترحة بأنها قد تكون مدمرة لكرة القدم، ويدعم سلطات كرة القدم في اتخاذ الإجراءات اللازمة.
الرئيس الفرنسي والاتحاد الفرنسي يعارضان هذا الدوري الجديد. الفيفا والاتحاد الأوروبي يهددان المشاركين بمنعهم من المشاركة في المسابقات المحلية والقارية. الاتحاد الأوروبي يهدد بمنع أي لاعب يشارك في بطولة السوبر من المشاركة في كأس العالم 2022. ورئيس الاتحاد الأوروبي يقول: إن دوري الأبطال سيستمر سواء بوجود الـ12 نادياً أو بعدم وجودها.
أزمة كروية حركت العالم وتصدرت نشرات الأخبار جعلت الأزمات العالمية الأخرى المعلقة تتمنى أن تحظى بنفس الاهتمام وسرعة الانتقال من مستوى التنديد إلى مستوى القرارات.
هل وصل فكر التمرد أو التحالف إلى عالم كرة القدم؟ أين قوة الفيفا التي كانت توصف بأنها أقوى من هيئة الأمم المتحدة؟!
http://www.alriyadh.com/1881883]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]