ليس جديداً على اتحاد كرة القدم الآسيوي تسجيل الفشل تلو الآخر في طريقة تنظيمه لبطولاته إن على صعيد المنتخبات أو الأندية، وأصبح هذا الاتحاد بتخبطاته المستمرة عنواناً للضعف والإدارة السيئة لكل منظمات واتحادات كرة القدم على المستويات كافة.
ربما يكون مقبولاً -على سبيل المثال- أن يعجز الاتحاد عن تأمين تقنية حكم الفيديو “VAR” عندما ظهرت قبل سنوات عدة، ولكن أن يستمر هذا الأمر حتى نسخة 2021 فهذا يبرهن على أن مسيري هذا الاتحاد فشلوا بامتياز بتقديم أنفسهم كقادة للتطوير ونقل المسابقات الآسيوية إلى المستوى المتقدم الذي قدموه في شعاراتهم الانتخابية.
لا أحد يتحمل هذا الفشل أكثر من رئيس الاتحاد سلمان آل خليفة الذي خيب ظن كل محبي اللعبة بأنه سيقود حملة لتطهير الاتحاد القاري من الكثير من الممارسات التي تمس صميم نزاهة المسابقات الكروية لكن المؤسف بحق أنه لم يفعل وهو الذي تمتع بدعم أهم الاتحادات في القارة "الصفراء" ويكفيه دعم ثلاثة أو أربعة اتحادات في القارة بأكملها ليقوم بعملية تاريخية تحسب لسجله.
ولأن حالة اليأس من هذا الاتحاد بلغت مبلغاً غير مسبوق فقد كان طبيعياً أن يتقبل المشاهد غياب تقنية “VAR” عن مباريات مرحلة المجموعات لكن أن يفشل الاتحاد في تأمين نقل تلفزيوني محترم ويليق بمسابقة قارية تشارك فيها أندية كبيرة وجماهيرية فهو دليل على حالة الموت السريري وإدمان الفشل والتبلد التي وصلت لها هذه المنظومة المترهلة.
وصل الحال بجماهير كرة القدم أن تتابع المباريات عبر روابط "اليوتيوب" والهواتف المتنقلة بدلاً من تأمين نقل تلفزيوني بجودة عالية، والغريب ليس أن الاتحاد إياه لم يجد حلاً لمسألة النقل التلفزيوني، بل إنه لم يمنح حقوق النقل التلفزيوني مثلاً للقنوات السعودية ولا أي قناة رياضية عربية بما فيها الناقل السابق، والتي من المؤكد أنها بذلت جهوداً للحصول على الحقوق.
فشلت هذه المنظمة إدارياً ومالياً وتسويقياً وعلى الأصعدة كافة وأصبحت غير مؤهلة وتفتقد للقدرة على تنظيم مباراة كرة قدم واحدة فضلاً عن بطولات تمثل أكبر قارات العالم، ولا أعلم إن كان ثمة شخصية أو تكتل لأندية آسيوية سترفع راية التغيير بوجه هذا الاتحاد على غرار محاولة فلورنتينو بيريز لإحداث صدمة في "اليويفا" لتعديل مسار مسابقاته وتلويحه بدوري السوبر الأوروبي الذي وإن لم يرَ النور فالمؤكد أنه سيحدث تغييراً واضحاً لصالح الأندية، فهل نسمع عن تكتل آسيوي مشابه؟
http://www.alriyadh.com/1881801]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]