من مزايا سوقنا أن حجم التداول اليومي فيه كبير، يكاد يفوق أسواق المنطقة مجتمعة، والسيولة هي الطاقة التي تبعث الحيوية والحياة في نفوس المتداولين، وأتوقع أن يتضاعف حجم سيولة سوقنا مع طرح شركات جديدة، وإقبال المزيد من الأموال السعودية والأجنبية للاستثمار والمضاربة في هذا السوق الحيوي النشيط.
وكثير من المضاربين يهتمون باتجاه السيولة اليومي والأسبوعي إلى أي قطاع وأي أسهم ليقرروا الانضمام إلى هذا الاتجاه، بل إن بعضهم يتداول بناءً على اتجاه السيولة بغض النظر عن أي تحليل أساسي أو فني، ومع أن هذا التصرف مخالف لقواعد الاقتصاد الكلاسيكية إلا أن هؤلاء لا يعبؤون بها ولا يولونها أي اهتمام، حتى إن بعضهم يشتري ويبيع في اليوم نفسه رابحاً أو خاسراً، فهو مضارب يومي لا يكاد ينام وفي محفظته سهم، وبغض النظر عن صواب سلوكه من عدمه فإنه يسهم في زيادة التداول وتوفير سيولة مالية وأسهم.
وبعض المضاربين الذين يستخدمون التسهيلات قد يطيرون خلف الأسهم التي دخلتها سيولة قوية مع ارتفاع، وكثير من هؤلاء يتخلصون من التسهيلات على الأقل قبل نهاية التداول، خاصة من سبق لهم أن ذاقوا مرارة الخسائر المضاعفة بسبب الرافعة المالية.
واتجاه السيولة إلى قطاع كامل سببه في الغالب أخبار إيجابية تخص القطاع، أما ارتفاع التداول على سهم ما مع ارتفاعه فوق قيمته العادلة بكثير فغالباً ما يكون بفعل مضارب متحكم في ورقة مالية عدد أسهمها قليل، بعد أن جمع الكثير من تلك الأسهم بسعر منخفض ويريد إغراء الطماعين بالدخول معه بعد أن يروا السهم يرتفع، ثم يقوم بالتصريف على مهل، مع شد وجذب، لصيد أكبر عدد من الطماعين، وهذا كثيراً ما يكون مصيدة وسبباً في خسارة كثيرين، إما في اليوم نفسه أو بعد حين، وسبق أن شاهدنا أسهماً ترتفع بالنسبة القصوى ثم تنخفض بالنسبة القصوى أو العكس في يوم واحد بهامش تذبذب كبير، ومن دون أي مبرر أو وجود أخبار جوهرية.
وهذه الظاهرة انتشرت مؤخرا في كثير من أسواق الأسهم العالمية وخاصة السوق الأميركي، إذ قل الاهتمام بمكرر الأرباح ومضاعف القيمة الدفترية، وارتفعت أمواج المضاربة، ولكن لا أظن ذلك يطول، في الأخير لا يصح إلا الصحيح.
http://www.alriyadh.com/1881988]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]