رأيت في طفولتي سيارة على جانب الطريق، مكسّرة منطحنة، واضح أنها نتيجة حادث حصل قبل أيام ولا أمل في إصلاحها، ومددت يدي ألمس داخل السيارة بفضول ثم جذبت يدي بقوة متألماً، فقد جرحتني قطعة زجاج ضئيلة لا تُرى، هي من الزجاج الأمامي المتناثر في كل مكان، حينها عرفت خطورة الزجاج إذا انكسر، وهذه الذكرى بَرَزت فجأة في بالي لما عرفتُ عن كوكب HD 189733b الذي اكتُشِف عام 2005م، فهو قريب من شمسه، درجة حرارته نهاراً قرابة ألف درجة مئوية، ومثل كوكبنا فهو يبدو أزرق من بعيد، لكن لسببٍ آخر، وهو أنه محاط بالزجاج! الزجاج يمطر مطراً في هذا الكوكب بلا توقف، ولا يتوقف عنف الجو هنا، فالرياح تعصف بقوة ساحقة هي أقوى 7 مرات من سرعة الصوت أي 8700 كيلومتر في الساعة.
نرى مثل هذه الكواكب في الخيال العالمي، لكن لا نحتاج الخيال ففي الواقع من الكواكب أعاجيب، قد عرفناها لما تطوّر العلم وصرنا نُبصر الكواكب البعيدة ونحلّل جوها بل نُنزل الآلات على سطوحها، وهذا ما يرغب فيه كل إنسان على ظهر الأرض، تحديداً أن تُرسل آلة لتأتي لك بما يطوف فوق كوكب HAT-P-7b، فصحيح أنه يبعد ألف سنة ضوئية إلا أنه يستحق الرحلة الطويلة لأنه يحوي شيئاً مبهراً، فغيوم هذا الكوكب تحوي مادة اسمها كوراندوم، وهو المعدن الذي يُنتِج الياقوت الأحمر والياقوت الأزرق! ألا تريد أن تمطر السماء أحجارا كريمة باستمرار؟
لكن الكواكب الأخرى متقلبة، وكما فيها الثمين - كالياقوت - فإن فيها المخيف، وهنا لا يحتاج أن نذهب بعيدا بل ما علينا إلا أن نتأمل أحد أصدقائنا في مجموعتنا الشمسية، كوكب الزهرة، كوكب رقيق يشبّهون به المرأة، حتى أنه استوحى اسمه من إلهة الحب والجمال الرومانية بنفس الاسم Venus، ولكن إياك أن تذهب هناك باحثنا عن الحب والجمال، فغلافه الجوي مُريع، لأنه يحوي أحد أخطر الأحماض التي نعرفها، وهو حمض الكبريتيك، مادة حارقة مذيبة ملتهبة، ليست موجودة بكميات قليلة فحسب بل سترى السحب والعواصف منها.
وبينما يبحث علماء عن موطن آخر للبشر كالمريخ، نتمنى ألا نتفاجأ بمثل هذه المصائب هناك!




http://www.alriyadh.com/1882466]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]