نوفمبر 2019، قصدت مدينتي القطيف، شرق السعودية، في زيارة عائلية سريعة.
الزيارة التي خلت أنها ستكون لأسبوعين، امتدت 3 أشهر؛ ولعلها أطول فترة أمكث فيها في الوطن، منذ أكثر من 13 عاماً.
كانت فرصة للجلوس مع العائلة، وأيضاً تحسس ملامح التغيير والتنمية التي هي فعل يومي مستمر في السعودية، لم يطل الجنبة الاقتصادية فحسب، بل أيضاً، كان لها تأثير اجتماعي وثقافي وسلوكي وديني، متنوع ومختلف، تتفاوت آثاره من مدينة لأخرى، بحسب تفاعل كل منطقة أو محافظة مع عملية الإصلاح وانخراطهم فيها، أو إدراكهم لمعانيها.
القطيف، الدمام، الخبر، الظهران، الرياض.. مدن زرتها عدة مرات أثناء مكوثي الأخير. ورغم معرفتي بها، كونها مدناً ولدت وتربيت وتعلمت فيها، إلا أنها بدت لي أكثر حيوية مما مضى، وفي سباق مع الزمن، تزيح ثقل البيروقراطية والتشدد والتقاليد البالية والكسل والتردد عن كاهلها.
هذا النهوض السعودي، الذي دفعت به «رؤية 2030»، أساسه «التغيير عبر التنمية» و»سيادة القانون»، والعمل على إحداث مشاريع حقيقية، وليست صورية، يستفيد منها الناس بشكل مباشر، وتعالج مشكلات عدة، كان كثير منها يخشى القرب منه قبل سنوات!
القطيف، مثلاً، المدينة الساحلية، بدأت فيها ورشة أعمال البنى التحتية، ومد الطرقات التي تربط أجزاء المحافظة بعضها بالبعض الآخر، وهنالك نشاط نحو تحسين مستوى الخدمات البلدية، والتشجير، وجودة أماكن التنزه على الكورنيش، الذي يعد متنفساً رئيسياً للأهالي، إضافة للاهتمام بالقطاع الصحي، حيث افتتح مؤخراً مستشفى الأمير محمد بن فهد بالقطيف.
مشروع «وسط العوامية»، وبعد جهد صرفت عليه مبالغ ضخمة، بين تعويضات للأهالي، وإزالة، وبناء، تم ترسية المشروع على شركة وطنية، من أجل تشغيله، كي يستفيد منه الأهالي، ولا يبقى مهجوراً، ويكون وجهة سياحية، ومركزاً للأمسيات الثقافية والفنية.
بالتأكيد، هنالك مشاريع وخدمات ترفيهية وبيئية وصحية وصناعية تحتاج لها محافظة القطيف، كباقي محافظات المملكة، إنما الأهم، أن هنالك عملية تحديث مستمرة. وهذه الحيوية التي تعيشها المملكة، ليست فعلاً للترويج الإعلامي أو تحسين الصورة، وإنما هي من صلب «رؤية 2030»، التي تعتقد أن «تحسين جودة الحياة» أمر في غاية الضرورة، ويصب في صالح المواطنين والمقيمين، ويعزز أيضاً من قوة الاقتصاد وتنوعه، ويدفع نحو الابتكار والعمل بفاعلية، ويقلل من مستوى الجريمة والفساد والهدر.
محافظة القطيف، ليست إلا مثالاً بسيطاً على التغيير الذي أحدثته، وستحدثه «الرؤية» من تغيير إيجابي سيستمر لسنوات قادمة.




http://www.alriyadh.com/1882822]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]