رغم أن التسجيل الذي تم تسريبه لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، لا يكشف جديداً للعالم عن واقع النظام الشرير في إيران، إلا أنه يحمل أهمية رمزية لا يستهان بها، إذ يلقي ضوءاً كاشفاً على التناقضات والصدوع التي تعتري بنية النظام الإيراني من الداخل، ويفضح في الوقت نفسه لعبة توزيع الأدوار التي يمتهنها خامنئي وآلته الحاكمة لإخفاء استراتيجيته الحقيقية والتي لا تتضمن سوى تصدير الخراب والفتن في محيطه الإقليمي، وحيثما وصلت أياديه العابثة.
الغضب الذي أثاره التسريب داخل إيران، وتصاعد الدعوات من سياسيين إيرانيين لمعاقبة ظريف ومقاضاته بتهمة "إفشاء أسرار الدولة"، يثبتان أن التسريب قد لمس وتراً حساساً لدى نظام خامنئي، وقد أضاف شقاً جديداً في جسد الثورة المتهالكة، التي باتت عبئاً على الشعب الإيراني وعلى العالم كله، وهو ما يعمق عزلة النظام، حتى داخلياً، ويعزز فرص سقوطه الذي لم يؤجله سوى القبضة الأمنية الوحشية التي وأدت عدة ثورات شعبية عبر ممارستها العنف الأقصى مع المتظاهرين.
ما يعنينا أيضاً في تسريب ظريف أنه يمثل اعترافاً من طرف داخل المنظومة الحاكمة في إيران بالطبيعة العسكرية البحتة لهذا النظام، وأن كل ما يجري تسويقه من حديث عن الدبلوماسية أو الحوار ليس سوى أكاذيب ومناورات يخفف بها النظام بعض الضغوط الدولية عليه ويجمل بها وجه السياسة الإيرانية أمام المجتمع الدولي، فالحقيقة أن الدبلوماسية لم تكن أبداً نهجاً لدى خامنئي لتحقيق أهداف النظام، بل الميليشيات وأدوات العنف والفوضى، وهو ما ينص عليه دستور الثورة الخمينية في الأساس، ولعل هذا التسريب يدفع دعاة الحوار ومنظري التفاوض المجرد مع إيران لإعادة التفكير مجدداً، فالعقل العسكري المؤدلج للنظام الإيراني لا يفهم سوى لغة القوة، وإخراجها من الخيارات على الطاولة لا يفهمه هذا النظام إلا بوصفه استسلاماً يستدعي المزيد من التنازلات.




http://www.alriyadh.com/1883136]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]