حديث سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد -حفظه الله- والذي ترقبناه وتحلقنا حول شاشات الأجهزة المختلفة للمتابعة والإنصات له، بمناسبة مرور خمسة أعوام على رؤية 2030، هو حديث القائد الملهم، رائد التغيير في البلاد، والذي خرج لنا كمسؤول يعي حجم المسؤولية الوطنية التي تقع على كاهله، لقد كان حديثا بالغ الأهمية، غطى الشؤون المحلية والإقليمية والعالمية بإيجاز، والمؤشرات تتالت على أهميته ومتابعته من كثير من المحللين والخبراء والمراقبين ووسائل الإعلام حول العالم، وذلك مما لا شك فيه لما تتمتع به لقاءات وأحاديث سموه -حفظه الله- من أهمية، فهو يتحدث عن حقائق وواقع مدعم بالأرقام والإحصاءات، لقاءات فيها كثير من الصراحة والشفافية، ومشاركة الجميع بما قامت وتقوم به مؤسسات الدولة على أرض الواقع، وما خطط المستقبل؟ وإلى أين وصلنا؟ وأين نريد أن نصل؟
وسموه -حفظه الله- أثبت أنه مخطط من الطراز الفريد، يهتم بالاستراتيجيات ويتابع تنفيذها، وهو خبير في مجالات عدة نتيجة المتابعة والمراقبة والاطلاع والسعي للوصول إلى الأهداف، ويقود فرق العمل معه نحو القمم بروح التواضع وروح العمل الجماعي والتأثير الإيجابي نحو العمل والشغف الذي يوصل إلى النجاحات تلو النجاحات.
شاركنا وبالأرقام في الوقوف على النجاحات والإنجازات، والصعوبات والتحديات، لكن بروح الرغبة في العمل بلا كلل أو ملل ومن ثم الإبداع، وهو الذي يجب أن نفكر به للوطن الغالي.. لقد كانت الأرقام والإحصاءات فقرة توجب التوقف، فهي المؤشر الحقيقي على نجاح مسيرتنا العملية في البلاد.
انتهى اللقاء وكنا نتمنى ألا ينتهي، وقد كانت أعيننا تراقب وتتابع بكل الحماس والفرح والغبطة أن سموه -حفظه الله- هو قائد ومهندس رؤيتنا الطموحة التي نرى نتائجها ومستهدفاتها قبل أن يأتي عام 2030، وهو العام المستهدف للوصول إلى كل أهداف الرؤية، لقد بث فينا الأمل الذي لا يحد، وزاد من فخرنا الذي لا ينازعه شيء، معتزين وواثقين بكل مقدراتنا.
ولكون المملكة ذات ثقل عربي وإسلامي واقتصادي وذات علاقات مهمة مع الدول الكبرى، فقد كان قسم من حديث سموه عن القضايا الإقليمية والدولية، وطريقة تعاطي المملكة مع الأطراف كافة من مبدأ المصالح المشتركة، وعدم التدخل، وحسن الجوار، ولقد كان لافتا للجميع إشادة سموه بدول الجوار، والاستعداد للحوار لأجل السلام والتطور والازدهار لشعوب المنطقة.
لقد كان خروجه -حفظه الله- علينا ومشاركته وشفافيته المطلقة بما تحقق وما سوف يتحقق لهذا البلد الكريم الأثر الطيب فينا جميعا، ومنه نستشعر حجم المسؤولية العظيمة الملقاة على عاتقه، ودعوته للجميع أن يكون لهم دور في بناء مستقبل هذا الوطن يدا بيد لرقي ورفعة ساكنيه.
أعتذر منكم ولي العهد -حفظكم الله- فلا كلمات بعد كلماتك.. ولا تحليل بعد تفصيلك.. ولا خطابات بعد خطابك.. إنني على ثقة أن الجميع بعد حديثكم سوف ينفض عباءة الاتكال والكسل، والأعذار والحجج، والتخاذل والتسويف.
وأختم وأنا كلي ثقة وتيقن بأنه ولله الحمد لدينا رجل مسؤول مثل محمد بن سلمان الذي ملأ علينا الوطن حبا وشغفا، وأعطانا الأمل بأن المقبل أجمل وأفضل للوطن وساكنيه.
http://www.alriyadh.com/1883640]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]