الأحداث الدامية في القدس الشريف تؤكد دون شك على السياسات التعسفية التي مارستها إسرائيل وما زالت بحق الفلسطينيين العزّل إلا من إيمانهم، فإسرائيل لا تعرف إلا منطق القوة المفرطة التي طالما استخدمتها ضد الشعب الفلسطيني منذ بدء الاحتلال في العام 1948 وحتى يومنا هذا، وعلى الرغم من التقارب الذي حصل بين عدة دول عربية وإسرائيل إلا أن هذه الأخيرة لم تضع أي اعتبار لمدى الإحراج الذي تسببه لتلك الدول، ولا للرغبة التي أبدتها بإبرام اتفاقات سلام من أجل أن يكون الإقليم أكثر استقراراً وأكثر سلاماً.
ولكن إسرائيل - كما هو معروف للجميع - تريد سلاماً خاصاً بها، تأخذ منه ولا تعطي مقابله، بل تستمر في الأخذ على حساب المقدسات الإسلامية والأراضي العربية المحتلة دون رقيب أو حسيب.
ما فجّر الوضع في القدس المحتلة هو (قضية حي الشيخ جراح)، تلك القضية التي ما زالت منظورة أمام القضاء الإسرائيلي للفصل فيها، ولها جذور تاريخية تعود إلى نهايات القرن التاسع عشر، ولم تكن حينها قضية بقدر ما كانت عبارة عن شراء اليهود أراضي في الحي ثم نزحوا عنها، وجاء الآن من يطالب بتلك الأراضي رغم أنهم ليسوا أصحاب حق بحكم الوراثة، بل بحكم العصبية الدينية، وزادوا على ذلك أنهم يريدون طرد الأسر العربية الموجودة في الحي، وهم أصحاب حق أصيل فيه؛ ولذلك أهداف سياسية أكثر منها دينية، تلك الأهداف تتمثل في تعطيل أن يصبح الجزء الشرقي من القدس عاصمة للدولة الفلسطينية، وهذا الأمر يتماهى مع التوجه الإسرائيلي العام.
ما يحدث في القدس عار في جبين المجتمع الدولي الذي دائماً ما تظل قراراته حبيسة الأدراج خاصة فيما يتعلق بالأفعال الإسرائيلية.
http://www.alriyadh.com/1885260]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]