على مدى سنوات طويلة لم نشاهد دورينا كما نشاهده الآن، فتقارب النقاط بين فرق المقدمة حتى آخر جولتين وبهذا العدد لم يحدث من قبل، ربما يعزوا البعض أسباب ذلك للظروف الصعبة التي مرت بها الحياة عامة وليست رياضة كرة القدم فحسب بينما يرى آخرون بأن ذلك نتيجة طبيعية لتقارب المستويات الفنية بين فرق الدوري التي لم يعد هناك فريق صغير وآخر كبير في ظل تواجد سبعة عناصر أجنبية استطاعت ردم الفجوة العميقة التي كانت بين فرق المقدمة والفرق الأخرى أو كما يسمى فرق البطولات وفرق الوسط والفرق المتنافسة على الهبوط وما وصول التعاون والفيصلي لنهائي كأس خادم الحرمين الشريفين هذا الموسم، إلا دلالة على ذلك وهو قول وأن كان فيه جانب من الصحة إلا أنه ليس مقياسًا على ما نشاهده الآن من تقارب بين فرق المقدمة في دورينا الذي يُعد الدوري الأغلى والأكثر إثارة وندية، ففرق المقدمة هذا الموسم شهدت مستوياتها تذبذبًا كبيرًا كنتيجة طبيعية لتراجع مستويات أغلب نجومها فالمتصدر الهلال بعد انطلاقته القوية في مطلع الموسم تراجع مستواه كثيرًا وخسر العديد من المواجهات والنقاط وفقد صدارته في بعض جولات الدوري وعندما عاد للصدارة عاد وهو يقدم رجلاً ويؤخر أخرى لذا تجده يتعادل مع فريقٍ ينافس على البقاء بمستوى باهت ثم يعود ويسحق فريقا آخر، وبخماسية كما حدث له مع فريقي الباطن والأهلي، والشباب وصيف الدوري الذي تصاعد مستواه بشكل رهيب مالبث أن تراجع أداءه كنتيجة لتراجع أداء أغلب نجومه وفقد الصدارة التي انتزعها بعد خسارة ساحقة بخماسية شهد بعدها تفريطه في عدد كبير من النقاط ونفس الحال للأصفرين الاتحاد الذي استعاد شيئًا من بريق الماضي، والنصر الذي استفاق من صدمة البداية وصعد لمنطقة الوسط مغادرًا فرق مؤخرة الدوري التي ظل بها كثيرًا مطلع الدوري كنتيجة لتراجع مستوياته، هذا التراجع وهذا التذبذب الكبير في مستويات فرق البطولات هو من أخر حسم بطولة الدوري حتى الجولتين الأخيرتين وهو من جعل فارق النقاط بين الفرق المتنافسة على اللقب بهذا التقارب العجيب، فهذا التقارب النقطي الكبير بين الفرق سواء التي تنافس على لقب البطولة والفرق التي تتنافس على الهرب من الهبوط دليل على التراجع الكبير في مستوى فرق الدوري وفي مستوى نجومها، وليس دليل قوة فنية وتقارب مستوى، فمن يشاهد سلم ترتيب الدوري يجد أن الفرق من الترتيب التاسع حتى الخامس عشر جميعها مهددة خلال الجولتين القادمتين بالهبوط.
فاصلة:
قارب الموسم على الانتهاء وبدأت اخبار الصفقات تتوالى على الجميع وهي أخبار وأن صحت في بعضها إلا أن البعض الآخر وهو الأكثرية مجرد تسويق لا أكثر ولا أقل في ظل الصرف الكبير من قبل أنديتنا في سبيل استقطاب أسماء كبيرة لها وزنها وقيمتها، وكذب السماسرة ولو صدقوا.
http://www.alriyadh.com/1886636]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]