تتكئ بلادنا على غنى ثقافي وموروث حضاري خصب، بفضل موقعها الجيوسياسي المهم، فجذورها تعود إلى أقدم الحضارات فضلاً عن كونها مركزاً تجارياً حيوياً لعب دوراً رئيساً في التاريخ العالمي، ومهد الإسلام، حيث انطلق منه.
من هنا فإن الاهتمام بالثقافة كمرتكز حضاري مهم، وكقوة ناعمة تضعها قيادتنا في قلب استراتيجياتها هو أمر يعكس قيمة هذه الثقافة وذلك الموروث بغناه وتنوّعه؛ وتقديمه للآخر كملمح بارز يضع بلادنا في موقعها الخليق بها بين دول العالم التي تسعى لتقديم موروثها وحضاراتها وفنونها وتعريف الآخرين بها.
ومع رؤية 2030 الطموحة التي جعلت من الثقافة نمط حياة؛ فإن دور الثقافة يبدو جلياً من خلال المشاركات السعودية العديدة داخل المملكة وخارجها؛ فالثقافة جزء أصيل من هذا الحراك الذي تعيش بلادنا فضلاً عن كونها قوة ناعمة حقيقية تنقل صورتنا للآخر وتعكس تنوّع موروثنا وثقافتنا وعاداتنا الضاربة في العمق والأصالة. وبفضلها نشاهد القفزة الحضارية التي حققتها بلادنا خلال عقود قليلة، حيث تحولت من دولة صحراوية إلى دولة حديثة متطورة ولاعب رئيس على المسرح الدولي. نفخر بأن بلادنا نجحت في تجسيد واقع ديناميكي عكس قدرة بلادنا على تحقيق رؤية عظيمة استطعنا أن نشهد من خلاله برامج التحول الوطني الطموح عبر رؤية 2030.
من هنا فإن مشاركة المملكة في النسخة الـ17 من بينالي البندقية للعِمارة تعكس هذه القيمة للثقافة كقوة ناعمة؛ حيث شاركت المملكة بأعمال ملهمة تعكس تمازج الإرث العريق ورؤية المملكة للمستقبل في فنون العمارة التي كانت حاضرة بتنوعها الفريد وجمالها في تفاصيل التاريخ الثقافي منذ آلاف السنين، كما أنها عكست الدور المحوري الذي تلعبه الفنون في خلق فرص أفضل للحوار، كما أبان وزير الثقافة في كلمته خلال المعرض، وأكد أن هذا البينالي يساهم في توسيع المدارك، وفتح مجالات جديدة للتواصل الإنساني، خاصة في الأوقات الصعبة مثل فترة جائحة كورونا.
وتبقى مثل هذه المناسبات الثقافية المهمة رسالة جلية لدور الثقافة في تعزيز التواصل الإنساني وتعايش الشعوب ودور الفنون المختلفة والتراث المتنوع للدول في تجسير الفجوات التي تلقي بظلالها على علاقات الدول والشعوب وتجعل من التقارب والتسامح مفردات إنسانية جامعة، وذات أثر إيجابي يضفي حياة ووئاماً وتقارباً بين الجميع شعوباً ودولاً.




http://www.alriyadh.com/1886932]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]