في حقبة ما بعد 11 سبتمبر، ومع عودة المنافسة بين القوى العظمى، تحتاج الولايات المتحدة إلى رؤية حقيقية وشراكة دائمة مع العالم العربي.. وتتمتع إدارة بايدن بفرصة حقيقية لإحداث تغيير دائم وهادف وبناء، يكون العرب شركاء فاعلين في جعل هذه الشراكة حقيقية.
وترى الدول العربية أن الولايات المتحدة تبقى قوة عظمى لا يمكن تجاهلها، وهي ضامن أمني، وعلى الرغم من ذلك فإنها لم تستطع حتى الآن التوصل إلى الصيغة المناسبة لمخاطبة هذه الدول، لا سيما أن واشنطن اعتمدت في أغلب الأحيان في سياساتها تجاه العالم العربي على قادة الفكر ذوي النظرة العنصرية والاستشراقية.
والآن إدارة بايدن بحاجة لصياغة رؤية إبداعية للتعامل مع العالم العربي، لا رؤية توصف بضيق الأفق، فوجود سياسة خارجية أميركية يشارك فيها العرب ليس أمراً اختيارياً بالنسبة لواشنطن، لكنه أمر لا بد منه نظراً إلى الوزن الجغرافي الاستراتيجي والاقتصادي والسكاني للعالم العربي في عصر تنافس القوى العظمى.
وأيضاً على إدارة بايدن الاعتماد بشكل أكبر على ما مثل تاريخياً إحدى أكثر أدواتها فعالية في الشرق الأوسط، وهي الدبلوماسية والتنسيق مع الحلفاء التقليديين، وأن تضع حدوداً واضحة للعلاقات التي كانت غير متوازنة بسبب سياسات أميركية سابقة ساعدت على تمدد الإرهاب، خصوصاً أن لدى الحلفاء التقليديين في الشرق الأوسط علامات استفهام حول مدى متانة الالتزامات الأميركية الأمنية تجاه أمن المنطقة، وإشراكهم وإطلاعهم على السياسات التي تحدد العلاقات، بحيث لا يكون هناك تضارب بين المصالح، وأن يعكس هذا التواصل حالة من الاحترام المتبادل لصالح جميع الأطراف، لا سيما في عصر المنافسة الشرسة على تشكيل تحالفات جديدة قد تهيمن عليها قوى معادية للولايات المتحدة.
لذلك أفضل الطرق لتحقيق الأهداف المشتركة بأسلوب مستدام يتطلب إعطاء الشراكة قدراً أكبر من الصدق والوضوح للتغلب على حالة انعدام الثقة، والتي تراكمت على مدى العقدين الماضيين، وإحضار الشركاء التقليديين الفاعلين إلى حوار أمني إقليمي، يلبي مصالح جميع الحلفاء، بدلاً من منح الفرص الإضافية للمنافسين لتنمية النفوذ وتقويض المصالح.
http://www.alriyadh.com/1889089]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]