لا حديث يعلو هذه الأيام فوق الحديث عن الأسهم، كثر الناصحون وقل العارفون وساد سلوك القطيع، وسائل التواصل مسرحهم، المصادر مجهولة، والتوصيات مرسومة، والأهداف محددة، كل صباح تتهادى إلى أسماع الضحايا نغمات رسائل الجوال عبر مجموعات الواتس آب أو الرسائل الخاصة، تحمل توصيات على أسهم محددة، ينساق خلفها مئات المتداولين على أمل تحقيق مكاسب سريعة، قد يتحقق لهم ذلك ببعض المكاسب لفترة من الزمن والمؤكد أن المكاسب التي تحققت من تلك التوصيات سوف تمحوها توصيات أخرى، عندما يتحدث المختصون عن مخاطر الأسهم والممارسات غير العادلة تواجههم حملات شرسة وهجوم عنيف وتشكيك في الذمم، ولكن التوصيات المجهولة يتم الوثوق بها والترويج لها فتجد أسهماً تحقق نسباً عالية لأيام متتالية بلا أخبار إيجابية عنها ولا تحليل منطقي يدعهما ثم يدخل مستثمرون في نهاية الموجة الصاعدة يقعون ضحية لتلك التوصيات المجهولة، المستثمرون في الغالب لا يتحدثون إلا عن مكاسبهم ويخفون خسائرهم وهذا يعطي انطباعا عاما واطمئنانا قويا بأن المضاربة في الأسهم سوف تنمي الثروات، مع أن الدراسات الرصينة المعتمدة على بيانات موثوقة أظهرت أن المستثمرين الأفراد الذين يتداولون الأسهم بشكل يومي على مدى ثلاثة سنوات 80 % منهم يخسرون، ولذلك يجب أن لا تكون المكاسب التي تتحقق للمستثمرين هذه الأيام محفزاً لهم للاستمرار في السلوك المضاربي، بل يجب الاستفادة من هذه المكاسب والتحول من السلوك المضاربي إلى السلوك الاستثماري.
http://www.alriyadh.com/1889892]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]