بين ألمانيا والولايات المتحدة ومصر والمغرب تم تصوير فيلم "هولوغرام للملك"، يحكي قصة مستثمر أميركي يسافر إلى السعودية محاولا عرض مشروعه على رجال أعمال، ولكنّه يخفق بسبب عدم جدية الجميع. ومع هذا ينتهي الفيلم نهاية سعيدة، حين يجد فرصة عمل ممتازة ويقع في حب طبيبة سعودية، كون البطولة للممثل توم هانكس مع مشاركة نجوم عرب مثل التونسي ظافر العابدين، والسوري جاي عبدو (جهاد عبدو سابقا) توقعنا أن يكون الفيلم جيدا، لكن الصدمة كانت في حجم الأكاذيب التي احتواها.
بدا جيداً أن لا مخرج الفيلم توم تيكوير ولا كاتب القصة الأصلي ديف إيغرز يعرفان شيئا عن الشعب العربي عموما، وأستغرب دوماً حين أشاهد فيلماً من هذا النوع لماذا يبتكر المخرجون أموراً لا علاقة لها بنا؟ نعم ربما لدينا عيوبنا، ولا نعرف قيمة الوقت، لكننا نبالغ بالاهتمام بالأجنبي، والترحيب به، وتوفير ظروف الراحة له حتى يغادر أراضينا، أمّا عن الظهور المحتشم لممثليْن عربييْن فكان محتشما جدا، وكان يمكن تعويضهما بأي كومبارس حتى لا يحسب عليهما هذا الفيلم "الكليشيه"، الذي أوصل لنا صورة بالغت في تشويه المجتمعات العربية بأكملها على اختلافها، وحتى لا أبدو متحاملة على الفيلم رغم "سخافته" تذكرت مسلسلاً مصرياً تابعته في شهر رمضان الفائت بسبب "البروباغاندا الإعلامية" والترويج الضخم له، وهو مسلسل "لعبة نيوتن" لمخرجه تامر محسن، الذي أشرف على فريق لكتابته على شكل ورشة. المسلسل قامت ببطولته: منى زكي، وكلٌّ من محمد فراج، ومحمد ممدوح، نقَلنا إلى الجزء المرعب من أميركا، وقام بتشويه شعب بأكمله وفق نظرة المخرج له، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد بنى قصّته على شخصيات من أغبى خلق الله ليقدمها لنا كنماذج تمثل المجتمعين العربي والغربي سواء.
مهندسة زراعية تتصرف وكأنها لم تدخل حتى مدرسة محو الأمية، زوج لا يتردد تطليق زوجته ووصفها بأبشع الصفات ولكنها تنحاز إليه في النهاية، رجل أعمال ناجح متدين، يلعب دور الدّاعية ومع هذا يقع في أخطاء شنيعة...إلخ، مسلسل من الاستخفاف المقصود للعقول، ينتهي نهاية تقول لنا بالمختصر إن المرأة العربية عاجزة عن تحقيق شيء لنفسها ولغيرها إلاّ بتنازلات معينة للرجل.
ومثلما غاب على تيكوير أن يستخدم مستشاراً سعودياً أو خليجياً على الأقل لإنجاز فيلم لا يستسخف عقولنا، غاب عن تامر محسن أن يضمّ لفريقه شخصاً عاش في أميركا ويعرف مجتمعها وقوانينها جيداً، حتى لا يهدر وقتنا على مدى ثلاثين حلقة لابتلاع جهله بما يحدث في العالم، محاولاً الاختفاء خلف فتوى الطلاق عبر تطبيق "واتس آب" والتي كانت الموضوع الرئيس للسجال حول المسلسل.
خلاصة القول: إن الاعتماد على مخرج جيد، ونجوم من الصف الأول لتمرير إهانة واضحة للعقل فشل ذريع لأي عمل فني.
http://www.alriyadh.com/1890387]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]