يبدو أننا كنّا ككتّاب ومهتمين بالشأن العام نحتاج إلى زيارة مركز برنامج التحول الوطني عبر مقره بشرق الرياض، لأننا وباختصار شديد سندرك تماما أبعاده الوطنية التنموية الكبرى التي تهدف لبناء إستراتیجیة للنهوض بالمملكة العربية السعودية، ونقلها لتكون ضمن مصاف العالم الأول، أهداف لبرنامج يخرجنا من أزمة الثقافة الحكومية والمجتمعية الجامدة، والبيروقراطية المخلة لكي نواكب العصر، بل نبلغ مرحلة التسابق معه.
العنوان الرئيس لبرنامج التحول كما وضّح لنا رئيسه التنفيذي ثامر السعدون هو: "تطوير البنية التحتية اللازمة، وتهيئة البيئة الممكنة للقطاع العام والخاص وغير الربحي لتحقيق رؤية المملكة 2030، وذلك بالتركيز على تحقيق التميز في الأداء الحكومي، ودعم التحول الرقمي، والإسهام في تنمية القطاع الخاص، وتطوير الشراكات الاقتصادية، وتعزيز التنمية المجتمعية، وضمان استدامة الموارد الحيوية".
المهم في القول إن برنامج التحول لمن اطلع عليه جيدا سيقودنا لمستوى متفوق من المعرفة والوعي والثقافة.. تكون أساس اعتزاز المجتمع بما هو عليه، تؤسس لهوية معرفية راقية ومجتمع متمكن ثقافيا، وتصنع مناعة شخصية لمواجهة انفلات وتقلبات وتغيرات العالم الاقتصادية والمعرفية والثقافية والتقنية المتسارعة.
نتلمس مستقبلنا ونحن نخطو خطوات متقدمة مفتاحها الأول رؤية القيادة الحكيمة وتصميمها على اتخاذ قرار الانتقال إلى العالم الأول، وتصميمها بالتحول لتحقيق انفتاح حكومي كامل متماسك يدعمه شمول اجتماعي واسع النطاق، ما يعني استفادة جميع شرائح المجتمع، من التنمية الاقتصادية، والتقنية وخدمات الرعاية التنموية والصحية الجيدة.
التحول ليس مجرد مشروع تم تحديد زمنه، بل قراءة متتالية لنتائجه وقدرة القائمين على تنفيذه وتفعيله وهو الهدف الرئيس لقائد الرؤية والتحول، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ويكفي أن نشير إلى واحدة من أهم المقومات لدعم مسيرة التحول وهو إطلاق مبادئ التعليم الإيجابي باستخدام المهارات الحديثة، مع الالتزام بالقيم الإسلامية الفضيلة بهدف تعزيز التنمية والتربية والتقدم، والازدهار المجتمعي، وبما يعني أن بذور المستقبل بدأت تزهر وسيحين نيل ثمارها في العام 2030.
ما شاهدناه في مركز التحول الوطني هو الجيل السعودي الجديد، بل أقول الحديث الذي سيقود التنمية في مجال الارتقاء الإيجابي.. جيل مسلح بالعلم والكفاءة والمهارات الخاصة، بل والجرأة من الراشدين الشباب والشابات، ومثل هذا الأمر جدير بأن يبث كثيرا من السعادة في أوصال المجتمع، في ظل أن المجتمعات المتقدمة تمر بحالات تحول سريعة.. تتسابق لكي تكون مستغنية بأبنائها وبمقوماتها متطورة بإمكاناتها.. وهذا ما نثق أن بلادنا وعبر شبابها قادرة عليه.
المهم في القول إن كل ما أعلن أو تمت قراءته عن برنامج التحول الوطني جميل وملهم لرقي أكبر، بل إنه داعم للثوابت والإيجابيات المجتمعية القائمة، نفتخر جميعا ببعد نظر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مهندس المشروع وصاحب الحلم والرؤية الوطنية، وصانع "جودة الأداء الحكومي والمجتمعي" لجعل السعودية قوة تنافسية في كل المجالات.




http://www.alriyadh.com/1891543]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]