يحفل تاريخ المملكة بمواقف كثيرة واستثنائية، ساندت فيها الأمن والسلم الدوليين في أرجاء المعمورة، إيماناً منها بأن استقرار المملكة جزء لا يتجزأ من استقرار العالم حولها، ومن هنا لم تدخر وسعاً في دعم التحركات والإجراءات التي من شأنها تعزيز هذا الأمن العالمي وترسيخه واستدامته.
ومنذ أن وقع الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - على ميثاق الأمم المتحدة في العام 1945، والمملكة تسعى نحو تطبيقه على أرض الواقع بكل دقة، ليس هذا فحسب، وإنما تحرص على دعم المنظمة ووكالاتها المتخصصة، بوصفها تشكل إطاراً صالحاً للتعاون بين الأمم والشعوب، ومنبراً مهماً للتخاطب والتفاهم ووسيلة فاعلة لفض المنازعات وعلاج الأزمات.
وعلى مدار 76 عاماً مضت، والرياض تعمل على ترسيخ وتعزيز الوئام والتوافق بين شعوب العالم، على مختلف جنسياتها وأديانها وألوانها، وبذلت من أجل ذلك الغالي والنفيس، لذا لم يكن غريباً أن تلتزم المملكة بشكل دقيق بالمواثيق والمعاهدات الدولية، ودعم رسالة الأمم المتحدة السامية والمشروعات التنموية والإنسانية والإغاثية لها ومنظماتها في أنحاء العالم.
وللتاريخ نقول: إنه عندما وقعت المملكة على ميثاق الأمم المتحدة، كانت ضمن إحدى وخمسين دولة فقط مؤيدة لهذا الميثاق، ما يؤكد أن بلادنا أصبحت اليوم صاحبة تاريخ طويل وقديم وحافل بالإنجازات مع هذه المنظمة، تفاصيل هذا التاريخ تستعيده ذاكرة العالم اليوم في ذكرى انضمامها إلى الأمم المتحدة، ومعه تستعيد المواقف المشرفة التي أظهرتها بلاد الحرمين الشريفين على أرض الواقع، من أجل التأسيس لعالم آمن مستقر ومتآلف خالٍ من الاضطرابات، تنعم شعوبه بالهدوء والسكينة، بعيداً عن الحروب والتشاحن.
مشاهد تاريخ المملكة في رعاية الأمن والسلم الدوليين كثيرة ومتعددة، وجاءت بمبادرات تبناها ولاة أمر هذه البلاد، لعل آخرها الصلح الذي رعته المملكة بين باكستان وأفغانستان في مكة المكرمة في وقت سابق من هذا الشهر، وقبل ذلك، استضافة اجتماعات المصالحة بين دولتي إثيوبيا وإريتريا، وعقد اجتماع للإخوة الصوماليين في المملكة، أثمر عن اتفاق سلام بين الفرقاء وإنهاء الحرب الأهلية المدمرة هناك.
ولا تترك المملكة مناسبة، إلا وتؤكد فيها التزامها التام بميثاق الأمم المتحدة، ودعم أي مبادرات تصب في صالح رخاء البشرية، في الوقت نفسه تحث الدول على التقيد بهذا الميثاق ودعمه، لتعزز نشر السلام بين شعوب الكرة الأرضية.




http://www.alriyadh.com/1893436]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]