كعادتها في كل المناسبات، لم تكن المملكة يوماً قط دولة شعارات ولا مزايدات، فطوال مسيرتها الممتدة لقرابة قرن زمني كامل كانت تسبق الأقوال بالأفعال، والتنظير بالعمل والتنفيذ على مختلف الصعد والسياقات.
موسم حج هذا العام كان آخر تلك الشواهد، فحينما جرى تدشين الهوية البصرية "بسلام آمنين" كانت المملكة تعني هذا المعنى القرآني الجليل بكل ما يحمله من مفاهيم، مستعينةً في تحقيق ذلك بإرادة حقيقية وصادقة في خدمة ضيوف الرحمن، دون منّ ولا أذى، ولا تزيّد أو ضجيج.
فمنذ اللحظات الأولى كانت الرؤية واضحة، والاتجاه مرسوماً بدقة: سلامة الحجاج وعودتهم إلى ديارهم سالمين.. ولتحقيق تلك الرؤية ونيل هذا المبتغى بدأت مختلف الجهات الحكومية في حشد إمكاناتها لتحقيق الهدف الأسمى والغاية الفضلى، مدركين جسامة الموقف، وصعوبة التحدي في ظل جائحة تتربص بالمشهد، وتطوق الكون منذ ما يزيد على عام ونيّف.
وإلى جانب سمو الغاية ونبل المقصد، استعانت المملكة بخبراتها وببنيتها الرقمية المتينة في تنظيم موسم حج استثنائي، كان فيه الجانب الرقمي محورياً في صناعة تجربة فريدة في إدارة الحشود، وفي تفويج ضيوف الرحمن، لأداء مناسكهم وفق أفضل المعايير والاشتراطات الصحية، لتكتب بذلك فصلاً جديداً في مسيرتها المميزة في تنظيم مواسم الحج، وليضاف هذا النجاح إلى سجلها الحافل في التعامل مع الأوبئة والأمراض التي تزامنت مع موسم الحج في سنوات سابقة، بعد أن تمكنت باقتدار من فرض طوق وقائي على كل تلك الأوبئة حال دون تعطيل الشعيرة، أو المساس بضيوف الرحمن، في وقت كان يمثل فيه تفشي الأمراض مصدر قلق عالمي.
ولما يمثله موسم الحج من أهمية في إطاره الديني والحضاري كانت كل الخطوات والإجراءات التنظيمية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، وضمان سلامة الحجاج، موضع ترحيب وإشادة وتضامن من مختلف الدول الإسلامية والمنظمات العالمية، إذ أخذت الجهات التنظيمية ذات العلاقة بقيادة لجنة الحج المركزية في الحسبان العديد من الجوانب، فأتاحت الحج لـ"60" ألفاً من المواطنين والمقيمين الذين يمثلون 150 جنسية، وقامت باستنفار كل الإمكانات وتسخيرها في سبيل تمكين الحجاج من قضاء نسكهم بـ"سلام آمنين".
http://www.alriyadh.com/1897448]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]