تقف صفحات التاريخ اللبناني بكل أحداثه وتفاصيله، شاهداً على العلاقة السعودية - اللبنانية، وكيف تطورت هذه العلاقة حقبةً بعد أخرى، إلى أن بلغت ذروة التلاحم بينهما، وكان باعث المملكة وراء تلك العلاقة نصرة لبنان وشعبه، ومساعدته في تجاوز خلافاته الداخلية، ومشكلاته المتجددة، حتى ينعم هذا البلد بالهدوء والسكينة التي تمكن شعبه من العيش في كنف دولة قوية، تمتلك قرارها، وتتحكم في مصيرها، من دون تدخل أحد.
الدعم السعودي للبنان بدأ قبل تأسيس الأخيرة، وهو مستمر إلى يومنا هذا، ولم تفرق حلقات هذا الدعم بين فترة الحرب وفترة السلم، وظهر هذا في عدد كبير من المحافل الدولية والعربية، وشكلت الثوابت التي ركز عليها ملوك وقيادات المملكة تجاه لبنان، سياجاً يحمي الشعب اللبناني، خصوصاً في فترة الحروب والاجتياحات الإسرائيلية، وفي فترة الحرب الأهلية الطاحنة، وقادت الرياض كل جهود الإنماء والإعمار، وظلت تعطي من دون أي تفرقة بين الطوائف والمناطق، ومن دون أي شروط مسبقة، أو مطالب أو تدخّلات في السياسات المعتمدة.
واستمراراً لهذا الدعم، حرصت المملكة على المشاركة في مؤتمر "دعم لبنان وشعبه"، ولكن المملكة أرادت في هذا المؤتمر أن تلامس الحقيقة الخالصة، وتستخدم لغة صريحة ومباشرة، بالتأكيد على أن ما يعانيه لبنان وشعبه في هذه الفترة، هو بسبب تصرفات حزب الله، وسعيه لمصادرة القرار اللبناني، والتحكم في مصير البلاد، ليس بهدف تعزيز المصالح اللبنانية وفق رؤية القائمين على الحزب، وإنما لتنفيذ أجندة إيران في لبنان، عبر تشكيل حكومة لبنانية تدين بالولاء التام لطهران، وتنفذ ما يمليه عليها الملالي، وهو الأمر الذي ترفضه الدول العربية كافة، وفي مقدمتها المملكة، ومن هنا لم يكن غريباً أن تربط المملكة مساعداتها للبنان بإجراء إصلاحات حقيقية، تضمن استقلالية هذا البلد، وقدرته في اتخاذ قراره وفق مصالحه هو، لا مصالح المنتفعين.
وأيضاً لم يكن غريباً أن تعبّر المملكة عن استيائها من عدم توصل التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت إلى نتائج ملموسة، في إشارة إلى أن نتائح التحقيق في هذا الحادث يمكن أن تكشف المزيد من المعلومات المهمة، وتبين من يدعم لبنان ويسانده، ومن يتآمر على خرابه وتدميره.
ولم ينفض المؤتمر إلا بموقف سعودي مشرف ومعهود، أكدت فيه المملكة على تضامنها المستمر مع الشعب اللبناني في أوقات الأزمات والتحديات، وأعلنت على الملأ مساهماتها المستمرة في إعادة إعمار لبنان وتنميته، وهو الموقف ذاته الذي تظهره المملكة تجاه الدول الشقيقة والصديقة.




http://www.alriyadh.com/1899997]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]