بعد فترتي تسجيل صادمتين كان الهلاليون عاتبين لدرجة الغضب على إدارة فهد بن نافل وعلى رجل الهلال الذهبي الأمير الوليد بن طلال؛ لكنه كان عتب المحب المتعشم بالمعاتَب خيرًا، وهو العشم الذي كان في محله والظن الذي الذي لم يخب أبدًا، وهاهو السيل الذي أبطأ على عشاق الهلال المتعطشين يجيء بالغيث، وهاهو ابن نافل يرد على عتاب المدرج الأزرق: لك حق تزعل.. ثم لك حق نرضيك!.
لأنَّه كيان يُدار بالعقل خسر الهلال الكثير من الصفقات وانسحب من العديد من المفاوضات حين تجاوزت الأمور حدود العقل والمعقول؛ رغم أنَّ من نافسه في تلك الصفقات كانت أندية محلية مثقلة بالديون وتفتقد للكفاءة المالية، ولذلك كسب الهلال صفقة بيريرا بأقل مما طلبه ويست بروميتش بكثير لأنَّ المنافسة كانت مع أندية لا تُدار بالأهواء والأمزجة ولا تستجلب لنفسها العواصف لاستدرار العواطف!.
لا شك أنَّ صفقة بيريرا تستحق هذه الفرحة في المدرج الهلالي، كما أنَّها تبرر حالة الاحتقان والخفقان التي أصابت البعض وقادت بعض الإعلاميين إلى أن يتخبط ويشخبط هنا وهناك، فالصفقة بكل معطياتها قد تكون هي الأعظم في قيمتها الفنية في تاريخ صفقات الرياضة السعودية القريب، ويبقى التوفيق بيد الله سبحانه، واللاعب بلا شك إضافة كبيرة للهلال وللدوري السعودي؛ لكنه بالتأكيد لن يكون لوحده الحل لكل مشكلات الهلال الفنية، لذلك لا يجب الاتكاء كثيرًا على هذه الصفقة، وهو ما أحسب أنَّ الذهبي بن نافل يعيه جيدًا!.
بيريرا جاء ليكمل مع بقية زملائه مشوار تأكيد الزعامة والحفاظ على فارق السنة الضوئية بينه وبين منافسيه، وليس مطلوبًا منه أن يحقق للهلال جديدًا لم يتحقق قبله؛ إلا إذا استطاع أن يقوده لتحقيق كأس العالم، بعكس محترفين أجانب آخرين في أندية أخرى سيكونون تحت ضغط جماهيري كبير يطالبهم بأن يحققوا لهم ما لم يتحقق من قبل، وأن يذيقوهم مالم يذوقوه بعد، خاصة أنَّ سقف الطموحات والمطالبات قد ارتفع بعد 24 نوفمبر 2019 عند جماهير وإعلاميي وشرفيي ومسؤولي أندية كانت مشغولة قبل ذلك بمراقبة الهلال وترقب عثراته؛ قبل أن يرفع الهلال تلك اللولبية ويرفع معها ضغط جماهير وإعلام أندية أخرى وطموحاتهم بأن يجربوا شعورًا لم يجربوه من قبل!.
أما بن نافل الذي طالته أسهم النقد كثيرًا فهو يستحق اليوم الإشادة على ما حققه من إنجازات تاريخية ونوعية لا أظنُّ أنَّ أكثر الهلاليين تفاؤلًا قد انتظر أن يحققها في موسمين فقط، وأن يبدأ الموسم الثالث بالتعاقد مع مدرب مثل جارديم ومحترفين مثل بيريرا وماريجا وربما حملت الأيام المقبلة أنباء أخرى سعيدة تترجم جهود هذا الرئيس الشاب الهادئ حد البرود الذي تظن لوهلة أنه يكاد أن يقتل به عشاق فريقه؛ لكنه يتحول في النهاية إلى برود يدفئ قلوب الهلاليين، ولهيبٍ يحرق آمال المتربصين والشامتين!.
قصف
-حتى في طريقة تقديم اللاعبين الفارق سنة ضوئية!.
-يحق للهلاليين اليوم أن يرددوا: ما يبطي السيل كود من كبره!.
-ليس أوقح من مديون يبذر أمواله ويشتري الأشياء بأضعاف أثمانها ثمَّ يستكثر على جاره المكتفي ماليًا شراء حاجاته بالمعقول! وسبحان مقسم الأرزاق وموزع العقول!.




http://www.alriyadh.com/1900331]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]