هناك الكثير من الدراسات التي تتعرض لهذا الموضوع، ما الذي يهم أكثر، الموهبة، أم الممارسة والدراسة؟، هل يمكن للدراسة أن تحل محل الموهبة، هل لو درست بما يكفي أستطيع أن أبلغ ما أسعى إليه؟.. سؤال محير، جعل الباحثين يفكرون ويحللون ويدرسون ويبحثون في كل ما نرى من إبداع، ما الأصل؟.
تستمر الحيرة مع استمرار الدراسات، هناك من يؤمن أن الدراسة والممارسة أهم، وهناك من يتطرف ويقول إن الموهبة مسألة مبالغ في تقديرها، وأن الأهم هو الممارسة، وكلما مارست أكثر كلما وصلت إلى هدفك وعرف الناس نبوغك. بينما هناك من لا يؤمن بهذه النظرية نهائيا، ويرى أن الأهم هو الموهبة التي تخلق مع المبدع، وأن العبقرية لا تدرس ولكنها تولد مع الفنان، وهذه غالبا يؤمن بها الكسالى من المبدعين الذين يريدون الحصول على كل العنب الموجود في الأعلى من دون بذل أي مجهود.
المسألة محيرة بالفعل، هل نستسلم ونؤمن برأي الفريق الذي يرى أن الموهبة هي الأهم، وننصرف عن شغف حياتنا والمسألة الملحة التي تظل تنقر على دماغنا وتدفعنا لبذل المال والجهد للوصول إلى غايتنا، نغلق الباب وننصرف إلى أمر آخر نحاول فيه بعيدا عن الإبداع والفنون ونترك الجنون لأهله.
أم نتبع شغفنا مهما أحسسنا أن موهبتنا محدودة مؤمنين أن الدرس والممارسة يمكن أن يعوضا عن الموهبة.
أعتقد أن الفيصل عندي هو الشغف، إلى أي مدى يسعدك ما تقوم به، هل تقوم به لأن هدفك الشهرة والمال، أم أنك تقوم به لأنك حين تقوم به تشعر بالامتلاء الروحي والفراشات تحوم في صدرك وقلبك؟. هل تقلق من مدى دقة عملك أو فنيته لأنك تحب عملك وتنشد الكمال، أم أنك مهموم برأي الناس والنقاد فقط؟، هذه مسائل دقيقة لا يستطيع أن يجيب عنها سوى المبدع نفسه، وهذه الأسئلة هي التي تضع الفاصل بين المبدع الحقيقي والآخر الذي يسعى لشيء آخر غير الفن.
لست ضد الشهرة والمال، الكثير من عباقرة الفن وصلوا إليهما، أنا أخاطب المبدع الحيران، الذي ما زال يسأل نفسه، هل أنا موهوب أكمل الطريق الذي بدأته، أم لست كذلك وعلي أن أبتعد عن المجال؟.
لهؤلاء طرحت السؤال السابق، وحسب الإجابة عليك أن تحدد مسارك، لو كان الفن شغفك استمر فيه، فأنت في النهاية إن لم تنجح فيه فهو حقق لك السعادة بمجرد ممارسته حتى لو لم تحقق هدفك في الوصول إلى الشهرة أو المال.




http://www.alriyadh.com/1901149]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]