السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
صعد الفريق الكروي الأول بنادي القادسية للمباراة النهائية على كأس ولي العهد عقب تجاوزه لفريق النصر في مجموع مباراتي الذهاب والاياب(2/3) وتعادل معه امس (1/1) في اللقاء الذي جمعهما على أرض ملعب الملك فهد الدولي بالرياض.. وكان القادسية البادئ بالتسجيل عن طريق يوسف السالم (18) وجاء هدف التعادل للنصر من ضربة جزاء سددها ماجد الدوسري (90).. وكان الفريق القدساوي الأفضل من الناحية الفنية خلال مجريات الحصة الأولى.. وخرج بهدف التقدم.
وشاب الفتور الحصة الثانية.. وغابت الخطورة النصراوية عند منطقة صندوق الثمانية عشرة.. وفي الوقت ذاته اعتمد القدساويون على إغلاق المناطق الخلفية وتألق قلبا الدفاع (الحقوي والعميري) في استخلاص جميع الكرات المرسلة إلى الحارثي الذي كان وحيدا في منطقة الثمانية عشرة القدساوية.
ولم يحرك ساكنا بندر تميم خلال الدقائق التي لعبها¡ كما لم يقدم (أبوعذاب) العطاء المتوقع منه.
ونجح مدرب القادسية التونسي العجلاني في التعامل مع أجواء المباراة وخرج بالتعادل الذي أهله للمباراة النهائية.
وشهدت المباراة طرد لاعب القادسية عبده حكمي وظهرت تسع بطاقات صفراء منها سبع للقادسية وكان نجم المباراة الأول الطاقم التحكيمي الذي خرج باللقاء الى بر الأمان.
شوط تكتيكي
تجلى على عطاء الحصة الأولى النهج التكتيكي الذي رسمه كل مدرب قبل المباراة¡ ووضح جليا مدى اعتماد (ديمتروف) على الهجوم إذ لعب بثلاثة مهاجمين من البداية أبو عذاب في الشق الأيمن وتميم في الاتجاه الآخر وبينهما الحارثي.
وفي الوسط سيف وماطر والثقفي.. ووضح مدى الرغبة النصراوية في تسجيل هدف السبق.. غير أن الهدوء القدساوي اعطى لاعبيه الفرصة لأن يفرضوا إيقاعهم على اللعب.. حيث تجلى الخرازي¡ الحرندا وظهرت أفضلية الحقوي مع زميله العميري حيث كان هذا الثنائي متفاهما في عملية تغطية جميع المناطق الخطرة في صندوق الثمانية عشر.. واعطى تراجع عبده حكمي للخلف قوة للدفاعات القدساوية حيث حجب التكتل القدساوي الرؤية عن الهجوم النصراوي ولم يستطع تهديد مرمى العويض¡ وفي المقابل اعتمد القادسية على التراجع للخلف حينما يتسلم النصر الكرة ومن الانتشار عند البناء والاعتماد على الكرات الساقطة خلف مدافعي النصر.
وجاء هدف السبق الذي سجله القادسية بهجمة مرسومة بدأها عبده حكمي حيث أرسل كرة جميلة بالمقاس على رأس الشاب (يوسف السالم) الذي كان رابطا بين الدفاعات النصراوية لينطلق كالسهم ويودع الكرة برأسه كهدف كان بمثابة الدافع الذي اعطى للاعبي القادسية الراحة التامة.. بعد أن زادت الصعوبة على النصر لتعديل النتيحة.
وكانت القادسية تهاجم في هذا الشوط بعناية فائقة وكاد سوسا في الربع الساعة الأولى أن يفتتح التسجيل بضربة رأسية مرت بجوار القائم.
في حين كان النصر يفتقد لصانع الألعاب الماهر الذي يعرف كيف يوصل الكرات لثلاثي الهجوم واعتمد (ديمتروف) على الثنائي (ماطر وتميم) وكان الأخير بعيدا عن مستواه الأمر الذي لم يعط النصر الفرصة لاستغلال هجومه من البداية وكان الأكثر يقظة وروحا في هذا الشوط رباعي الدفاع القدساوي وتحديدا قلبي الدفاع والأداء النصراوي مال إلى أسلوب (3/3/4) في الوقت الذي كان القادسية يعتمد على (2/4/4) وأحيانا إلى (1/5/4) ورغم التحفظ القدساوي إلا أنه كان يهاجم بتوازن وعقلانية بعيدا عن الدفاع.
تغييرات أدائية
في الشوط الثاني حاول مدرب النصر (ديمتروف) احداث قوة في منطقتي الوسط والهجوم حيث اشرك الثلاثي (الحقباني¡ البيشي¡ والدوسري) ونجح الأول في ضبط ايقاع الوسط وهدد المرمى القدساوي بأكثر من تسديدة كانت أخطرها في منتصف هذا الشوط حينما انبرى لكرة سددها بطريقة بارعة مرت بجوار القائم¡ وكانت تلك الفرصة أخطر الهجمات النصراوية.
وحاول النصر الوصول للمرمى القدساوي عن طريق الأطراف غير أن صلابة السويدي والعميري والحرندا والحقوي اغلقت كل الممرات أمام النصر¡ وحاول (ديمتروف) الاستفادة من البيشي ليلعب على الأطراف غير أن تباعد أفراد النصر وغياب الانسجام بين الوسط والهجوم ساهم في اضعاف الخطورة النصراوية حينما يبدأ البناء الهجومي وكان القحطاني يتواجد وحيدا في منطقة الهجوم القدساوية ولعب دورا تكتيكيا اكثر من الرغبة في التسجيل.. حيث اعطى الفرصة لـ(السالم) للدخول للمناطق الخطرة ونجح هذا التكتيك إلى حد كبير وكان الدفاع النصراوي منهيا للانهيار أمام كل محاولة نصراوية غير ان رغبة القادسيين في عدم الاندفاع ابقى الهدوء وسط الميدان واتسم الشوط الثاني بالفتور فالنصر لم تكن لديه الرغبة في القدرة على اختراق الحواجز القدساوية المنصوبة في الخلف وفي الوقت ذاته فضل القدساويون البقاء في المناطق الخلفية وتأمين المناطق الحساسة والحفاظ على تقدمهم ولم تكن هناك مبادرة نصراوية هجومية تساعد لاعبي القادسية للتفاعل مع اجواء اللعب. وكان القدساويون ينشدون الهدوء الادائي لأن ذلك سيعطيهم الفرصة للحفاظ على تقدمهم على اعتبار أن الفوز والتعادل والخسارة بهدف كلها تصب لمصلحة القادسية وبالتالي حينما سجل النصر هدف التعادل في الدقيقة (90) عن طريق ضربة جزاء سجلها ماجد الدوسري على يسار الحارس لم يعط ذلك تخوفا للاعبي القادسية فالهدف جاء متأخرا وبذات الوقت واصل لاعبو القادسية الهدوء والدفاع عن مناطقهم ¡ وكانت الغلطة الكبيرة التي ارتكبها مدرب القادسية حينما اخرج القلب النابض للفريق (الخرازي) الذي كان يمثل المخطط للفريق في عملية البناء الهجومي.
لقطات
* التحكيم كان رائعا بقيادة الطاقم البرتغالي.
* جماهير نصراوية حضرت المباراة وشجعت فريقها.
* لقاء الإياب جاء عكس التوقعات من الناحية الفنية.
* دفاع القادسية كان نجم المباراة الحقيقي.
* الحارثي الأكثر عطاءً في الفرقة النصراوية وبعد مشاركة الحقباني تغير عطاء منطقة الوسط.
* العجلاني قرأ المباراة بشكل جيد ونجح بإيصال فريقه لبر الأمان.
* كان أعضاء الفريقين متقبلين لجميع قرارات الحكم.
* عبده حكمي بقدر ما عاش فرحة التأهل عاش لحظات حزينة على اعتبار أنه سيخسر فرصة العمر باللعب في المباراة النهائية بعد أن ركل لاعب النصر أثناء المشادة بين أعضاء الفريقين.
* كان هناك تفاهم واضح بين رباعي الحكام البرتغالي.
* (ديمتروف) يتحمل جزءا من الخروج النصراوي وفي الوقت ذاته كان العجلاني له دور في تأهل فريقه.
* كاد الحارسان هاني العويض حارس القادسية ومحمد الخوجلي حارس النصر أن يفسدا اللقاء فالأول تسبب في حدوث ربكة لزملائه وفي خروج زميله عبده حكمي بالبطاقة الحمراء بعد تعمده منع خروج الكرة من المرمى بعد تسجيل ركلة الجزاء النصراوية في نهاية اللقاء¡ أما الخوجلي فلم يتقبل الهزيمة بروح رياضية ولم يتحمل نتيجة اخطائه بدءا من لقاء الدمام بعد أن قام بعد نهاية اللقاء بالتهجم على الدولي ياسر القحطاني اثناء اجراء مراسل قناة أوربت لقاءً على الهواء مباشرة وهو ما وضع المذيع والمهاجم الكبير في وضع محرج أمام المشاهد ويظهر أن الحارسين حاولا تعويض اخطائهما على حساب الروح الرياضية والتنافس الشريف.
* قاد مهاجم القادسية يوسف السالم فريقه إلى نهائى مسابقة كأس ولي العهد بعد مرور ثلاثة عشر عاما بعد أن سجل هدف السبق في مباراة الإياب.
وكان فريق القادسية قد كسب لقاء الذهاب بهدفي النجم ياسر القحطاني وسوسا وبذلك واصل ابناء قادس تفوقهم بقيادة المدرب التونسي أحمد العجلاني الذي أكد تأهل فريقه إلى نهائي البطولة قبل بداية اللقاء السؤال المهم هل يحقق ياسر ورفاقه ما حققه النجوم القدساويون قبل 13 عاما.
في سطور:
الفريقان: النصر * القادسية
المكان: أرض ملعب الملك فهد الدولي بالرياض
المناسبة: لقاء الإياب لدور الأربعة لكأس ولي العهد
النتيجة: 1/1
مسجلو الأهداف:
القادسية: يوسف السالم
النصر: ماجد الدوسري
تشكيلة البداية:
* النصر: الخوجلي¡ الحارثي¡ حلوي¡ شريفي¡ الثقفي¡ ماطر¡ سيف¡ العجمي¡ تميم¡ الخثران¡ وأبوعذاب.
* القادسية: العويض¡ الحكمي¡ خرازي¡ القحطاني¡ الرويعي¡ الحرندا¡ سوسا¡ العويدي¡ السالم¡ الحقوي¡ والعميري.
التبديلات:
* النصر: بدر الحقباني بدل بندر تميم وعبدالرحمن البيشي بدل أبو عذاب¡ وماجد الدوسري بدل إبراهيم ماطر.
* القادسية: عبدالله مبارك بدل سعيد خرازي وحسن الحريص بدل يوسف السالم وحسن الشهري بدل أحمد الرويعي.
* الطرد: عبده حكمي (القادسية).
* الحكام: طاقم برتغالي مكون من أوليجاريو مانويل (للساحة) وخوزيه كاردينال (مساعد أول) وسيرافيم نوجيرا (مساعد ثان).