ما حدث في أفغانستان لم يكن في حسبان أي أحد، حتى المخابرات الأميركية التي كانت تعتقد أن كابول ستسقط في أيدي طالبان بعد ثلاثة أشهر، فسقطت في أقل من أسبوعين، ما يعني أن حسابات الحقل لم توافق حسابات البيدر على أي من الوجوه، الأمر تم وكأن سكيناً ساخنة قطعت قالباً من الزبدة دون عناء يذكر، بالتأكيد إن أميركا لها أسبابها للانسحاب من أفغانستان، والتي لم تلقَ قبولاً لا في الداخل الأميركي ولا خارجه، بل البعض اعتبر ذلك الانسحاب مهيناً في حق الولايات المتحدة.
اللافت للنظر أن طالبان اليوم ليست طالبان الأولى، فخلال العشرين عاماً الماضية تغيرت قيادتها، وبالتالي استراتيجيتها وفكرها، وهذا ما يدل عليه المنطق الذي تتحدث به الآن، ورغم ذلك فما زالت كثير من دول العالم والمنظمات الدولية لديها توجس بما سيؤول إليه الوضع في أفغانستان في ظل حكم طالبان المستقبلي، رغم تعهداتها أنها تريد أن تحكم أفغانستان بتوجه جديد وعلاقات مختلفة عما سبق، وإضافة إلى المجتمع الدولي فإن هناك أفغاناً لديهم نفس التوجس، وما المناظر التي شاهدها الجميع في مطار كابول وتدافع الحشود من أجل المغادرة بعد سقوط كابول إلا دليل على أن هناك أفغاناً ليسوا مطمئنين لحكم طالبان، وهذا أمر طبيعي عطفاً على الكثير من الأمور.
في نهاية الأمر طالبان هي من يحكم أفغانستان الآن، ولا يمكن الحكم على ما سيحدث مستقبلاً إلا من خلال الأفعال التي ستتضح تدريجياً إن كانت طالبان مستعدة لأن تغير الصورة التي عرفت عنها سابقاً، أم ستكون بصورة مختلفة تبدأ فيها أفغانستان مرحلة من الاستقرار والتنمية بدلاً من حالة الحرب التي كانت خسائرها على جميع أطرافها.
http://www.alriyadh.com/1902249]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]