تعوّدنا على توجيه سهام النقد باتجاه الحكام السعوديين، ومهاجمتهم أحياناً بسبب أخطائهم الفادحة التي تغيّر مجرى المباريات، لكن هذا يجب ألا يمنعنا من أن نعطي المميز حقه بالإشادة به، ودعمه وتحفيزه وتشجيعه، فالكرة السعودية هي المستفيد الأكبر من وجود حكام سعوديين مميزين، ومازلنا نطمح في أن نتخلى عن الحكام الأجانب، مع وجود مجموعة كبيرة من الحكام السعوديين، وربما هذا يتطلب وقتا وعملا، خصوصاً وأن المميزين لا أبالغ إن قلت بأنهم لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة.
الحكم سامي الجريس شاهدته لأول مرة في الموسم الماضي، بالتحديد عندما قاد مباراة الشباب والعين، أتذكر بأنه لفت نظري حينها، وأشدت به وبحضوره من خلال حسابي في "تويتر"، وقلت بأن شخصيته في الملعب تُبشر بالخير، وتابعت يوم الإثنين خلال مواجهة الاتحاد والرائد التي قادها الجريس أيضاً، واستمرت صورته في ذهني كما هي، بل زادت قناعتي به وبقدرته على أنه مشروع "نجم" جديد في التحكيم إن استمر في تطوير نفسه، واستفاد من أخطائه، ولم يتخل عن شخصيته القوية وثقته في نفسه داخل المستطيل الأخضر.
ربما يقع الجريس مستقبلاً في أخطاء تحكيمية، لكن من المهم أن يستفيد منها ولا يكررها، والأهم ألا يستجيب لأي ضغوطات داخل الملعب أو خارجه من أي أطراف، خصوصاً إن قاد مباريات كبيرة، وأن يعلم بأنه ربما يواجه حملات تهدف للتأثير عليه، متى ما صمد أمامها من خلال تطوير إمكانياته داخل الملعب، والتمسك بقوة شخصيته بغض النظر عن أي فريق أو لاعب، سيصبح نجماً بإذن الله، وسنراه في المحافل العالمية، وواثق من ذلك، وآمل ألا يخذلني الطريس ويخذل كل من يراهن على نجوميته.
أما لجنة الحكام في اتحاد القدم فيجب أن تهتم بالجريس وبكل حكم ترى فيه بوادر النجومية، من خلال العمل على تطوير إمكانياتهم، والاهتمام بهم، وخلق بيئة تساعدهم على التألق، فالتحكيم السعودي بحاجة إلى ضخ أسماء جديدة تتولى قيادة مباريات منافساتنا المحلية، وتمثلنا في البطولات القارية والعالمية.




http://www.alriyadh.com/1902203]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]