قبل نحو خمس سنوات، وعدت رؤية 2030 بتنويع مصادر الدخل في البلاد، وعدم الاعتماد على دخل النفط في الميزانية السعودية، وكان الجميع يتساءل آنذاك، كيف للمملكة التي ظلت لعقود تعتمد على دخل النفط وحده في تسيير أمورها، أن تستغنى عنه، وتستبدله بموارد اقتصادية أخرى؟
لم يبق السؤال مُعلقاً لفترة طويلة، وأجابت عنه برامج الرؤية الاقتصادية على أرض الواقع، عندما أعادت توظيف مقدرات الدولة وإمكاناتها البشرية وخيراتها الطبيعية، ونهضت بالمشهد الاقتصادي نهضة نوعية، باستحداث قطاعات اقتصادية جديدة، لم تنل حظها من الاهتمام الرسمي في سنوات سابقة، مثل الصناعة والسياحة والترفيه وغيرها الكثير.
وكان مما وعدت به الرؤية أيضاً، توجيه بوصلة المملكة، من دولة تعتمد على استيراد غالبية احتياجاتها اليومية، إلى دولة مُصدّرة، بفعل انتعاش الصناعات فيها، وكذلك الزراعة والتجارة، ويوماً بعد آخر نمت الصادرات السعودية غير النفطية بشكل مطّرد، بعث برسالة إلى من يهمه الأمر أن المملكة أصبحت دولة منتجة ومصدّرة من العيار الثقيل، وها هي اليوم تصدر إنتاجها إلى 148 دولة، وثقت في جودة هذا الإنتاج، وتطلبه وتنتظر وصوله إليها.
ولعل أكبر دليل على نجاح هذه البرامج، تسجيل الصادرات السعودية غير النفطية في يونيو الماضي لأعلى رقم شهري في تاريخ الصادرات غير النفطية، بلغ 23.5 مليار ريال، وتجاوز هذا الرقم حاجز الـ20 ملياراً في أشهر مارس وأبريل ومايو الماضية بشكل متتابع للمرة الأولى.
ويرتكز التنويع الاقتصادي على زيادة إسهام القطاعات غير النفطية في الدخل، وبالتالي تعزيز الصادرات غير النفطية، وهذا يحتاج إلى برامج لتحسين كفاءة بيئة التصدير، وتطوير القدرات التصديرية، وتقديم حزمة متنوعة من الخدمات، ابتداءً من بناء قدرات المصدرين من خلال التدريب والتقييم وتوفير التقارير المتخصصة، وصولاً إلى دعم المصدرين السعوديين بالحوافز، ومساعدتهم في إيجاد مشترين من خلال المعارض الدولية والبعثات التجارية، مروراً برفع التحديات المتعلقة ببيئة التصدير التي تواجههم والعمل مع الجهات ذات العلاقة على توفير الحلول المناسبة.
نمو الصادرات السعودية غير النفطية بهذا الزخم، ما كان ليتحقق لولا قدرة القيادة الرشيدة على توظيف كل الإمكانات الاقتصادية، نحو تحسين كفاءة بيئة التصدير عن طريق وضع البرامج وتقديم الحوافز للمصدرين، والترويج للمنتجات السعودية في الأسواق الدولية، والرفع من جودتها التنافسية، وتحقيق وصولها إلى أسواق العالم، بما يعكس مكانة المنتج السعودي، ولتكون رافدًا للاقتصاد الوطني.




http://www.alriyadh.com/1904503]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]