جاء ترتيب الخمسة الأوائل في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في طوكيو على النحو التالي: الولايات المتحدة، الصين، اليابان، المملكة المتحدة وروسيا، من ناحية أخرى، فإن نظرة سريعة إلى قائمة أضخم اقتصادات العالم، قبل الجائحة، تبين أن على رأس القائمة تأتي الدول التالية: الولايات المتحدة، الصين، اليابان، ألمانيا الهند. وفي العام 2020م، كان الاقتصاد البريطاني هو خامس أكبر اقتصاد في العالم، أما من حيث مكافئ القوة الشرائية (ppp)، فإن الاقتصاد الروسي هو سادس أكبر اقتصاد في العالم، مما يعني أن هناك شبه تطابق بين قائمة الأوائل في الدورة الأولمبية الصيفية في اليابان وبين قائمة أكبر اقتصادات العالم.
فهل هذا مصادفة؟
أعتقد لا، فمثل هذه الأمور لا يمكن أن تتطابق بمحض الصدفة خصوصاً، وأن قائمة البلدان المتقدمة رياضياً تكرر باستمرار، فمثلما نعرف، فإن الدول الفائزة بأكبر عدد من المداليات، والذهبية على رأسها، تستعد قبل الذهاب لأي دورة أولمبية مباشرة بعد انتهاء الدورة التي قبلها أي عدة أعوام، وهذا الاستعداد لا يقتصر على الأموال التي تنفق على تدريب كل لاعبة ولاعب طول الفترة التي تسبق الدورة وهي بالتأكيد مبالغ لا يستهان بها، فالأمر يتعدى الإنفاق الجاري ويصل إلى الإنفاق المتراكم على الرياضة، وهذا يشمل مدارس الرياضية والمدربين والمنشآت الرياضية، وكافة ما يمكن أن نسميه البنية التحتية الرياضية التي توفر للمتدربين كافة الظروف للحصول على ما يلزمهم من تدريب بأعلى قدر ممكن من الجودة.
وعلى هذا الأساس، فإن كل لاعب فائز لا بد وأن يكون قد حصل مسبقاً على المهارات التي يحتاجها قبل ذهابه للدورة، وفي ظروف مشابهة لما سوف يجري، عندما تبدأ المسابقات الفعلية. ولذلك لاحظنا، تراجع مستوى المنتخب الروسي وترتيبه في الدورات الأولمبية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، والسبب يعود إلى أن إمكانيات الدولة وقدرتها على الإنفاق قد انخفضت، بحيث لم تعد لديها أموال كافية، ليس فقط لبناء منشآت رياضية جديدة، وإنما لصيانة القديمة منها. ولكن مثلما نرى، فإن روسيا بدأت تدريجياً تستعيد مواقعها الرياضة بعد أن استعادت قوتها الاقتصادية.
وعلى ما يبدو لي، فإن بلدنا لديه كل المقومات، المشار إليها، لتغيير موقعه في دورات الألعاب الأولمبية القادمة. ولكن هذا لن يحدث بين يوم وليلة، فإقامة المنشآت والبنية الأساسية الرياضية مكلف جداً، ويحتاج إلى وقت. ولهذا، يفترض أن نبدأ هذه العملية الطويلة المكلفة من الآن، إذ يمكننا، وحتى اكتمال البنية الرياضية التحتية، الاتفاق مع البلدان الأخرى المتقدمة رياضياً، لتدريب لاعبينا الأولمبيين فيها، خصوصاً وأننا نطمح لاستضافة إحدى الدورات الرياضية القادمة.




http://www.alriyadh.com/1905319]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]