يمكن أن يكون هناك سرد لغوي، وطرح متعدد للتعبير عن تفاصيل الأحكام الفعلية في صورها النظرية والتطبيقية لمختلف العلاقات الإنسانية بالمجالات المختلفة والتي تؤطرها حالات التنظير وضبط السياق. ولاشك أن المدركات في حاضر التمازج النظري في الواقع الاتصالي المستجد الذي شكل تضاريس فلسفية جديدة أربكت الوعي وأثارت الفكر المتأمل في فسيفساء الفلسفة الإعلامية..
لقد شكّل موضوع استخدام أفراد المجتمع لوسائل الاتصال الجماهيرية منطلقاً مهماً في الدراسات الإعلامية، وأصبح يُنظر إلى الاستخدام بوصفه بناءً اجتماعياً. وهذه الرؤية تدفع كل مهتم إلى التساؤل عن الطريقة التي تندمج بها الوسيلة في المجتمع. فكلما تظهر مستجدات اتصالية جديدة تحمل معها ابتكارات جديدة، تدفع بالمتلقي إلى تبني مواقف مغايرة وتطور ممارسات مختلفة، وهذا ما يدفع بدوره إلى البحث عن مقاربات جديدة تتماشى والبيئة الإعلامية الجديدة، وكذا توظيف النظرية بمقاربات مستحدثة وتطبيقها في البحوث الميدانية توظيفاً منهجياً سليماً.
يمكن أن يكون هناك سرد لغوي، وطرح متعدد للتعبير عن تفاصيل الأحكام الفعلية في صورها النظرية والتطبيقية لمختلف العلاقات الإنسانية بالمجالات المختلفة والتي تؤطرها حالات التنظير وضبط السياق.
ولاشك أن المدركات في حاضر التمازج النظري في الواقع الاتصالي المستجد الذي شكل تضاريس فلسفية جديدة أربكت الوعي وأثارت الفكر المتأمل في فسيفساء الفلسفة الإعلامية وموقع الجمهور والوسيلة فيها
لذلك يتكثف الاحتياج لتفسير العلاقات الجديدة وفهم بنيويتها من خلال الأبعاد الطارئة في شكل العلاقة بين الاعلام وتأثيراته والمجتمع الذي يتحرك بمضامين الوسائل أو يحركها.
في كتابه العميق والفلسفي قاربَ الأستاذ الدكتور محمد القعاري في كتابه الثري الجديد (الإعلام والمجتمع مقاربات فلسفية في بنيوية المداخل النظرية) الذي تناول في فصله الأول المداخل النظرية في الدراسات الإعلامية حُصرت بسبعة مداخل رئيسة، تفسر العلاقة بين وسائل الإعلام والمجتمع، كالمدخل النقدي، ومدخل التأثيرات، والمدخل الوظيفي، مدخل الممارسة المهنية، مدخل تحليل النظم، مدخل الإعلام الجديد وأخيراً المدخل التكاملي، وتضمن فصله الثاني نظرية وضع الأجندة وروافدها البحثية وذكر المراحل التي مرت بها بحوث التأثير في الدراسات الإعلامية، والتحول من دراسة الاتجاهات إلى دراسة المعارف، واتجاه العلاقة بين وسائل الإعلام والجمهور، واختص الفصل الثالث: بالعوامل المؤثرة في وضع أولويات قضايا المجتمع، واشتمل الفصل الرابع على العوامل المؤثرة في بناء أولويات وسائل الإعلام، أما الفصل الخامس فقد اشتمل مبحث التكامل بين نظريات تأثير وسائل الإعلام، واهتم الفصل السادس بالتكامل النظري لنظريات الجمهور.
ذلك الطرح الفلسفي في هذا الإصدار النوعي يضع العلاقة الجدلية بين الإعلام وتطبيقاته ومداخله النظرية على طاولة التأمل البصري والتخمين الفكري ويعمل على تحليل التفاعل بين الأسس النظرية في التنظير الإعلامي مروراً بممارساته الفعلية في الواقع الاجتماعي.
وتبين جهد المؤلف وحرصه على تقديم رؤية علمية فلسفية برؤية جديدة ومختلفة، في هذا المجال الصعب والشائك، في محاولة لتبسيط الأطر المعرفية للنظرية الإعلامية، ومساعدة الباحثين والمهتمين في حقل الإعلام وبحوثه.
ويبقى القول: الاقتراب يعطي تنظيماً جيداً للمفاهيم الأساسية البنائية والعلاقات المتبادلة بينها، وتقدر
هذه المفاهيم على أساس منفعتها التنظيرية لإثراء المداخل النظرية للدراسات الإعلامية خصوصاً الميدانية من حيث عدة اعتبارات يمكن مراعاتها في المداخل النظرية البينية لدراسة الجمهور في البحوث الإعلامية بفاعلية وكفاءة أكبر.
http://www.alriyadh.com/1910373]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]