ظهر أن المتفجرات والطائرة المسيرة التي استخدمت في المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس الوزراء العراقي، إيرانية الصنع، فهل هذا خبر مفاجئ؟ الحقيقة أن هذا الاستنتاج كان معلوماً منذ اللحظات الأولى للهجوم، ولم نكن بحاجة إلى أي أدلة مادية لإثبات حجم التغول الإيراني في المنطقة، والمدى الذي يمكن أن تذهب إليه طهران وأتباعها لإكمال مشروع الهيمنة، وإسقاط فكرة السيادة في عدة دول عربية، لكن رسائل العملية الإرهابية مع ذلك، تبقى مخيفة وصادمة، فاستهداف شخصية بأهمية رئيس الوزراء، وفي منطقة تعد الأكثر تحصيناً في العراق، يكشف بوضوح هشاشة الوضع الأمني، وتفاقم فوضى السلاح والميليشيات المسلحة الخارجة عن أمر الدولة، وهي الفوضى التي صنعتها إيران في المنطقة لتحقيق أجندتها بأدوات عربية للأسف.
تخوض الدولة العربية امتحاناً عسيراً وصعباً لسيادتها في العراق ولبنان واليمن، فيما تفرقت السيادة السورية بين الأمم المنضوية في ذلك الصراع الطويل، وتبدو إيران ضلعاً ثابتاً في كل هذه الأزمات، ومع ذلك يواصل البعض التشدق بمفهوم السيادة، واستقلال القرار الوطني، ويجتر قصة المقاومة التي لم يعد أحد يشتريها، فأي طريق لفلسطين يمر بدماء العراقيين والسوريين واليمنيين؟!
معركة السيادة هذه سترسم مستقبل هذه الدول العربية، وستحدد موقعها في المنطقة والعالم، ومن الغريب أن الخيار يبدو سهلاً لمواطنيها، ونخبها السياسية، فمن يتأمل واقع هذه الدول في ظل التدخل الإيراني، يدرك بيسر أنها تمر بأكثر مراحلها سواداً، فالزمن الإيراني سيظل فصلاً قاتماً في تاريخها، وما لم تتحرك نخبها وشعوبها لضبط بوصلة انتمائها، وتصحيح مسارها، والخروج من الفلك الإيراني، فإن أوضاعها ستزداد تدهوراً، وسيضمحل مفهوم الدولة، وبهذا المعنى فإن معركة السيادة هاته ليست واجباً وطنياً فحسب، بل هي مسألة بقاء.
http://www.alriyadh.com/1917703]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]