في العقود الماضية عانت روسيا بشدة من استهلاك الشباب للهيروين، وهو إدمانٌ ظهر على الخارطة العام 1979م خاصة، ولما سقط الاتحاد السوفيتي العام 1991م ظلت المشكلة تتعاظم، وكيف لا؟ فجزء من الحدود الروسية الجنوبية يبلغ طوله قرابة 7000 كلم، أي أطول من المسافة بين لندن ونيويورك! هذا جزء واحد فقط، وهو الجزء المشترك مع كازخستان، وإحدى المدن الروسية واسمها نوفوكوزنتسك تعاني من الهيروين لدرجة أن 20 % من سكانها مدمنون!
ولعل تَردّي أوضاعهم الاقتصادية في التسعينات خاصة جعلهم لا يكتفون بالهيروين بل أضافوا نوعاً جديداً اسمه "كروكوديل" لأنه أرخص من الهيروين، وتعني التمساح، والكلمة الروسية مشابهة للكلمة الإنجليزية، وكروكوديل هو اسم الشارع الذي يمتلئ بمدمني هذا النوع من المخدرات، واسمه العلمي "ديسومورفن"، وكما يوحي الاسم فهو مشتق من المورفين المعروف، إلا أنه أقوى من المورفين عشر مرات، ولأن تصنيعه سهل ورخيص فقد انتشر في روسيا حتى انتقل إلى دول أخرى كألمانيا، غير أن جزءًا من المواد المطلوبة لصنعه لا تتوفر كثيراً، فيستعيضون عنها ببديل رخيص وضار يجعل الخلايا تتآكل ويزيد المخدر قدرة على تدمير الجسم، ولهذا من يمر على أي من شوارع المدمنين هذه سيلاحظ المدمنين مستلقين على أرجاء الشارع المذكور وهم بين ميت أو مُحتَضر أو غائب عن الوعي، وجلودهم شديدة الخشونة والتآكل بسبب تأثير المخدر حتى صارت كجلود التماسيح، ومن هنا أتى اسم الشارع.
وبسبب قوة المخدر إضافة لعدم نقاوته فهو يقتل بسرعة أكثر من بقية المخدرات، فيسبب التهاب أوردة الساق والغرغرينا وأمراضاً أخرى، ومن يبدأ إدمان هذا المخدر فإن الغالب ألا يعيش أكثر من 3 سنوات. شيء مخيف، وأحد أسباب أن معظم دول العالم شديدة الصرامة مع المخدرات بالذات، أضرارها لا تقتصر على المستخدم بل تضر المجتمع كله.
http://www.alriyadh.com/1918874]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]