يسألني صديق عن ظاهرة كثرة استخدام ومشاركة كبار السن (من الجنسين) لمحتوى الشبكات الاجتماعية، وكيف يمكن التخفيف من ظهور بعضهم في مقاطع (قد) لا تليق بالمستوى العمري والوضع الثقافي والاجتماعي لهم؟ طلبت من صاحبي إمهالي بعض الوقت لعلّي أجد دراسات علمية تحلّل الظاهرة وتكشف مدى قوة أو ضعف هذا الحكم الذي ربما رصده أو سمعه كثيرون منا.
تكشف دراسة لجامعة اكستر البريطانيّة أن لشبكات التواصل الاجتماعي تأثيراً غير جيد على الشباب بوصفها تُشتت الانتباه والتركيز، لكن هذه الدراسة بالمقابل وجدت أن شبكات التواصل تسهم في تحسين القدرات العقلية وتعزيز الدماغ بالنسبة لكبار السن. وفي دراسات أخرى وجد باحثون أن شبكات التواصل الاجتماعي تخفف من حالة الشعور بالعزلة عند الكبار وتساعدهم على التواصل مع المجتمع والاطلاع على ما يجري حولهم.
ووفقاً لدراسة أجراها باحث في جامعة ألاباما وطبقها على المستخدمين الأكبر سنًا وجد أن نقص التفاعلات الشخصية يعتبر دافعًا أساسيًا لكبار السن لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي. كما بيّنت الدراسة أن مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الأكبر سنًا يستخدمونها في المقام الأول لتمضية الوقت عند الشعور بالملل، والبحث عن الترفيه، على عكس الأجيال الشابة الذين ما زالوا يفضلون التفاعلات وجهاً لوجه للحفاظ على العلاقات.
وفي دراسة لمركز Pew Research Center أفاد كبار السن أن وسائل التواصل الاجتماعي تساعدهم على البقاء على اتصال مع عائلاتهم، والتعرف على الأخبار في مجتمعهم، والتواصل بشكل أكثر فعالية مع أحبائهم، والتواصل مع أشخاص من ماضيهم. من جهة أخرى فإن الكثير من الشباب يعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل أساسي للتواصل بشأن حياتهم، لذلك يجد كبار السن فرصة أفضل في الدردشة مع الأحفاد والآخرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي بدلاً من الطرق التقليدية.
وتأسيساً على ذلك فإن من المهم في مجتمعاتنا دراسة كيفية تفاعل المسنين مع وسائل التواصل الاجتماعي، وتشخيص الفوائد والمخاطر المحتملة في هذا التفاعل. ومن المهم دراسة العواقب السلبية المحتملة لاستخدام هذه الوسائط في سن أكبر مثل تلقي معلومات غير صحيحة، أو أن يصبح المسن ضحية لسلوكيات مضرة لمستخدمين آخرين، أو لسوء استخدام بياناتهم الشخصية. ومن المهم أيضاً مع هذا الإقبال دراسة كيف يمكن مساعدة كبار السن من خلال وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز المعرفة المتعلقة بالصحة والسلامة، وكيفية استخدام هذه الوسائل لتوفير وتلقي الدعم الاجتماعي، والتغلب على الشعور بالوحدة وكذلك لتعزيز الشعور بكيانهم وشخصياتهم.
قال ومضى:
ما أقسى من الوحدة؟ سؤال من سببها عن مدى قسوتها..




http://www.alriyadh.com/1919851]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]