اليوم إذا أحببنا أن نتكلم عن الغيرة فهي في آخر المطاف عاطفة طبيعية يشعر الجميع بها في مرحلة ما من حياتهم وخاصة مرحلة الطفولة.. وفي العلاقة الزوجية وهي عبارة عن ردة فعل وقلق على تهديد محتمل حقيقي أو متخيل للعلاقة، ونوع من أنواع السلوك التملكي والمرتاب، وقد تكون مرتبطة في بعض الأحيان بالشكوك المصاحبة لبعض اضطرابات الشخصية الزورانية وخاصة عندما تنتقل الغيرة من المشاعر الصحية إلى المشاعر غير الصحية وغير العقلانية. وهي مشكلة لثلث الأزواج تقريباً الذين يتلقون المشورة الزواجية.
اليوم أثبتت التجارب الواقعية والدراسات العلمية أن الغيرة الطائشة والمفرطة والشكوك والريبة يمكن أن تدمر الحياة الزوجية وتخلق حالة من أزمة الثقة والصراع الذي لن ينتهي إلا بالفراق.. فالقليل من الغيرة يمكن أن يكون مطمئنًا في العلاقة لأننا في أغلب الأحيان نكون مبرمجين عليه.. ومع ذلك فإن الكثير من الغيرة مرهق ومخيف، خاصة لأنه يمكن أن يؤدي إلى سلوكيات خطيرة مثل المطاردة والمتابعة والتجسس، والعنف، والاعتداء الجسدي.
اليوم لا يوجد سبب للاعتقاد بأن الغيرة ستتحسن دون معالجة، فالغيرة ليست عاطفة يمكن نفيها بالتمني والنصائح والوعود إذ لم نذهب مباشرة إلى جوهر الذات والبحث في الجذور العميقة لتك المشاعر والشخصية، لأنه في النهاية يشعر الأشخاص الغيورون بالارتباك الشديد بسبب عواطفهم وانعدام الأمن لديهم بحيث يبدؤون في ممارسة السيطرة على شركائهم وقد يلجؤون إلى الإساءة المالية، والتنمر اللفظي، والعنف من أجل الحفاظ على السيطرة وتخفيف أو إخفاء مشاعرهم.
اليوم تتجذر الغيرة غير الصحية والشكوك والارتياب في العلاقة الزوجية أو في الخوف من الهجر والقلق بشأن عدم كون أحدهم غير محبوب، كما تتميز بالشعور بجنون العظمة حيال ما يفعله أو يشعر به الشريك والمطالبة بمعرفة مكان وجود الشريك والانخراط في رواية القصص وتوجيه اتهامات غير صحيحة بالإضافة إلى التشكيك المفرط في سلوكيات الشريك ودوافعه ومتابعة أو مطاردة الشريك لتأكيد مكان وجوده، وكذلك التعدي على حرية الشريك أو منعه من مقابلة الأصدقاء أو العائلة وقراءة رسائل البريد الإلكتروني والنصوص أو الاستماع إلى رسائل البريد الصوتي متوقعًا اكتشاف الخيانة الزوجية أو الكذب
اليوم يفضل عندما يشعر أحد الشركاء بالغيرة، فمن المهم معرفة سبب حدوث ذلك. على سبيل المثال، هل يشعر الشريك الغيور بعدم الأمان لأنهما لا يقضيان الكثير من الوقت معًا كزوجين؟ أم أن أحدهما لديه علاقات جانبية عبثية؟ لابد أن نفهم من أين تأتي الغيرة وما الذي يمكن فعله للتخفيف من حدتها وخلق جو من الثقة من منطلق أن كلا الشريكين جديران بالثقة من حيث المبدأ وهم مخلصون وملتزمون وصادقون وبالتالي الأشخاص الجديرون بالثقة لا يكذبون بشأن الطريقة التي يقضون بها وقتهم، كما أنهم لا يغشون أزواجهم. وفي هذه الحالة فإن الثقة في العلاقة ستنمو وتزاحم الغيرة والشكوك.
http://www.alriyadh.com/1923322]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]