شاهدت حديث البرتغالي جارديم مدرب الهلال في (المكس زون) بعد مباراتي فريقه أمام الفيحاء والنصر وفشلت كل محاولاتي بالخروج من حديثه بـ(جملة مفيدة) تجعلني أحتفظ بتفاؤلي بهذا المدرب، وأحافظ على ما تبقى من ثقة بقدرته على النجاح؛ لكني وجدته أشبه ما يكون بالهلال معه: عاجز عن الإقناع، ويسير بلا هدف، لا تدري ماذا يريد؟! ولا ماذا يفعل؟! ولا ماذا يقصد؟! وتذكرت (مرسي الزناتي) في مدرسة المشاغبين وهو يتوسل جملة مفيدةً من (الواد منصور): «قل لي جملة مفيدة عشان أفهمك»!.
مباراة كاملة أمام النصر تبحث فيها عن (جملة فنية) حقيقية نفذها هلال جارديم فلا تجد، وتبحث عن مكامن السوء فلا تدري من تختار ومن تترك، السوء يستشري بالفريق وكأنه وباء، كنا قبل شهرين نتساءل عما حدث لسالم ونسأل عن بيريرا، ثم صرنا نتساءل عن سالم وكنو وبريرا، ثم سالم وكنو وبيريرا والشهراني وسلمان وقبلهم غوميز، إلى أن وصل الوباء للشيخ موسى ماريغا الذي كان يركض في كل مكان فصار يسقط في كل مكان، وحين يعم السوء في الفريق فعلى كل المدافعين عن جارديم رفع الراية البيضاء والسؤال عن المدرب!
أعتقد أنَّ ما حدث للهلال هو انقلاب أبيض واضح من اللاعبين ضد المدرب ونهجه التكتيكي، ويبدو أنَّهم سايروه في دوري أبطال آسيا لأنَّ الهدف كان واضحًا وقريبًا يمكن أن يتحامل المرء على نفسه ويتحمل من أجله، ولهذا ربما كان يظهر التباين بين هلال الدوري وهلال آسيا؛ لكن بعد تحقيق الهدف والعودة إلى الدوري الذي لا يزال فيه الكثير من الجولات قرر اللاعبون التوقف عن الركض ورفض طريقة المدرب ورفعوا في وجهه لافتة يمكن قراءتها من خلال قراءة المشهد مكتوب فيها: نهاية الطريق!
أعتقد أن أخذ مزيد من الوقت للتفكير واتخاذ القرار لن يكون ثمنه فقط ضياع الدوري وما تبقى من منافسات محلية هذا الموسم؛ بل قد يكون ثمنه فقدان القدرة على الظهور المشرف في كأس العالم للأندية بعد شهر ونصف، وما عسى لهلالٍ ظهر فاقدًا للحيلة أمام أبها والفيحاء والنصر أن يكون له حيلة أو حول أو قوة أمام تشيلسي إن هو أصلًا استطاع أن يصل إلى مواجهة تشيلسي؟!
لا يمكن المراهنة على أي مدرب في العالم مهما كان حجمه متى رفضه اللاعبون ولفظوا تكتيكه وشقوا عصا الطاعة، خصوصًا إذا كنت تبحث عن تحقيق أهدافٍ قريبة لا تحتمل إعطاء الفرصة والتضحية بفريق كامل من أجل الإيمان بمدرب عقده موسم واحد. لا بد من تحركٍ هلاليٍ سريع، ينتج عنه شهادة شكر وحسن سيرة وسلوك للسيد جارديم، والتوقيع مع مدرب كفء يناسب إمكانات الهلال وأدواته وقدراته، وثلاثي أجنبي -على الأقل- يصنع الفارق بدلًا من أجانب (أكل ومرعى وقلة صنعة)!.
الوقت يمضي مسرعًا، والهدوء هنا هو اسم زائف للبرود والتبلد، والهلاليون الذين رفعوا من سقف طموحهم بعد تحقيق دوري أبطال آسيا يأملون أن تنجح إدارة الهلال بقيادة (وجه الخير) فهد بن نافل ومن خلفه الذهب (صانع الذهب) الأمير الوليد بن طلال في الفوز في هذا التحدي وهذا السباق مع الزمن، وإن صعبت المهمة، وبَهُظَ الثمن!




http://www.alriyadh.com/1924825]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]