جرت العادة في هذه البلاد المباركة أن يفتتح ولي أمرها الدورة الجديدة لمجلس الشورى بخطاب ملكي كريم يتناول أهم توجهات الدولة داخلياً وخارجياً، ويكون خارطة طريق ليس فقط للعاملين في الشورى وملفاتها، بل للوطن بأكمله. ومن هذا المنطلق قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود يحفظه الله في كلمته التي ألقاها أثناء افتتاحه أعمال السنة الثانية من الدورة الثامنة لمجلس الشورة وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان يحفظه الله: "نفتتح على بركة الله أعمال السنة الثانية من الدورة الثامنة لهذا المجلس، سائلين الله أن يوفقنا جميعا لمصلحة وطننا العظيم". وأول ما يمكن ملاحظته في هذه الجملة الافتتاحية مركزية الوطن والمواطن لدى ولاة الأمر يحفظهم الله وحرصهم الكبير على خدمة هذا الوطن ومواطنيه. ثم يواصل يحفظه الله: "نحمد الله أن وفق هذه البلاد منذ تأسيسها، للعمل بمبدأ الشوری، امتثالا لقول الله تعالى: (وأمرهم شوری بینهم). الأعمال الجليلة التي يقوم بها مجلس الشوری محل تقديرنا". حيث أكد خادم الحرمين الشريفين على أهمية مبدأ الشورى الذي قامت عليه هذه البلاد المباركة منذ عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه. فهذا المبدأ الإسلامي الأصيل وتفعيله بالشكل الأمثل في هذه الدولة المباركة يعكس لنا هذا التلاحم بين القيادة والشعب. كما أكد يحفظه الله على تقديره لعمل مجلس الشورى والجهود التي يقوم بها مما يعكس وبجلاء اهتمام القيادة يحفظها الله بهذه المؤسسة المهمة. بعد ذلك تحدث خادم الحرمين الشريفين عن أحد مفاخر قيادتنا ووطنا وهي خدمة الحرمين الشريفين: " كما نفخر بما شرفنا الله به من خدمة الحرمين الشريفين". فالمتأمل في تاريخ الحرمين الشريفين يجد أنهما لم يحظيا بعناية واهتمام كما حظيا به منذ الحكم السعودي الزاهر. وليس الاهتمام بهما في الجانب المادي فقط من توسعات وتطوير، بل وفي الجانب الروحي كذلك. حيث تم النأي بهما عن صراع الأحزاب، والطوائف، والأديان. حيث يذكر التاريخ أنه في بعض مواسم الحج وفي يوم عرفة يدعى لأربع دول في أربع خطب مختلفة في عرفة. ويرتبط بالعناية بالحرمين الشريفين العناية بضيوف الرحمن. فبعد أن كان الحاج إذا ذهب مفقود وإذا عاد مولود، وبعد أن كان يضطر لحمل سلاحه للانتقال داخل المشاعر المقدسة، أصبح ولله الحمد يستمتع برحلة حج آمنة مطمئنة. ثم تناول خادم الحرمين مستقبل المملكة عبر حديثه عن بدء المرحلة الثانية من (رؤية المملكة 2030). إن الجهود التي يبذلها ولي العهد حفظه الله محل تقدير خادم الحرمين الشريفين والوطن بأكمله كلل الله جهوده بالنجاح. يقول خادم الحرمين: "باركنا إطلاق سمو ولي العهد العديد من المشاريع ذات الرؤية المستقبلية التي تدعم أنظمتها الاستدامة والازدهار، والابتكار، وقيادة الأعمال، مما يوفر فرص العمل ويحقق عوائد ضخمة
للناتج المحلي". كما لم ينس يحفظه الله موقف أبنائه المواطنين والمقيمين على هذه الأرض المباركة من جائحة كورونا. فكانت قيادتنا ولله الحمد نعم القيادة وهي توفر العلاج المجاني للمواطن، والمقيم، بل والمخالف لنظام الإقامة والعمل، وكان المواطن السعودي مثالاً رائعاً في التقيد بالأنظمة والتعليمات. ولم يكن الجندي السعودي البطل غائباً عن هذه الكلمة الملكية الكريمة. حيث كان وما زال يحضى باهتمام وعناية خادم الحرمين وولي عهده الأمين يحفظهما الله: "أشكر أبنائي الجنود البواسل في جميع القطاعات وفي الحد الجنوبي". نعم أنها كلمة بحجم وطن، وحق لكل سعودي أن يفتخر بها، وأن يتفانى في خدمة هذا المليك العظيم، وهذه البلاد المباركة.




http://www.alriyadh.com/1927450]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]