بعد ظهور متحور أوميكرون وانتشاره السريع جداً في العالم ظهر سؤال مهم حول مدى جاهزية العالم للتعامل مع الأوبئة. الإجابة ليست إيجابية للأسف، إذ أظهر المتحور الجديد أنه وعلى الرغم من يقظة جميع الدول وتحفزها بسبب الوباء الذي نعيش ذروته الآن، إلا أن أوميكرون أظهر أن حصون العالم هشة وسهلة الاختراق، وكلمة السر تكمن دائماً في المسافرين.
لو عدنا بالذاكرة لبدايات الوباء سنجد أن العالم كان محتقناً على الصين بسبب التباطؤ في الإبلاغ عن اندلاع الجائحة، وقبل عدة أسابيع أعلنت جنوب إفريقيا عن رصدها للمتحور أوميكرون، فكان رد أغلب الدول هو إقفال الطيران من وإلى تلك الدولة، لكن لم يكن ذلك كافياً، إذ اندلع أوميكرون بشكل سريع جداً في معظم دول العالم وأصبح هو النموذج المسيطر من الفيروس.
إذاً سقطت الحكومات أيضاً في الاختبار الثاني، ولو أن ما ظهر لم يكن أوميكرون بل وباء جديداً (وهو أمر محتمل تماماً)؛ لواجه العالم الذي لم يستعد عافيته بعد، كارثة وبائية أخرى. وبالتالي أثبت انتشار أوميكرون السريع أن البشرية لاتزال مخترقة من الفيروسات وأننا لم نستطع بعد تطوير نظام يحمينا منها. المنتدى الاقتصادي العالمي قدم دراسة حديثة حول مدى استعداد الدول وجاهزيتها لمواجهة الأوبئة، وللأسف لم تكن النتائج مطمئنة؛ حيث كشفت الدراسة أنه وفقًا لمؤشر الأمن الصحي العالمي لعام 2021، فإن العالم ليس مستعداً لمنع جائحة أخرى، إذ إن متوسط الدرجات التي حققها العالم للوقاية من انطلاق مسبباتها هو 28.4 فقط من 100. كما أظهر المؤشر أن 113 دولة أظهرت «القليل من الاهتمام أو عدم الاهتمام» بالأمراض الحيوانية المنشأ، وهو نفس النوع الذي تسبب في ظهور وباء كوفيد 19. جائحة كورونا بكل ما فيها من مآسٍ لم تفلح في إيقاظ العالم تجاه الأوبئة التي تهدد بقاء البشرية، ولك أن تتخيل حجم الكارثة لو أن هذا الوباء الذي نعيشه الآن كان أكثر فتكاً وأسرع انتشاراً ولا يمكن التخلص منه بالصابون والمطهرات.
العالم بحاجة إلى يقظة؛ وما تعلمناه من الجائحة هو أن الدول مهما كان تطور نظامها الصحي، وسرعتها في الاستجابة للجوائح، لا يمكن أن تكون في معزل عن الوباء وتداعياته لطالما كان هناك دول أخرى تعاني من الفوضى وتفتقر لإمكانات الإنذار المبكر، ولذلك فإن أول خطوة لبناء عالم قوي ضد الأوبئة هو استيعاب أن أنظمة الإنذار المبكر يجب أن تكون في كل دولة من دول العالم، بالإضافة إلى ضخ المزيد من الأموال على الأبحاث الطبية في مجال الأوبئة بطبيعة الحال.
http://www.alriyadh.com/1932688]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]