يعيش المشهد الثقافي في المملكة ازدهاراً لافتاً على المستويين المحلي والإقليمي، بل وحتى العالمي الذي حضرت من خلاله الثقافة السعودية بمختلف تفريعاتها في كبريات المنتديات والمعارض الدولية خلال الأعوام القليلة الماضية، بفضل الجهود الحكومية في دعم القطاعات الثقافية وإنشاء العديد من الهيئات المتخصصة في تنظيم وتحفيز تلك القطاعات.
الحضور الثقافي تجاوز وضع التنظيمات وإطلاق المبادرات وتنظيم المعارض والمنتديات في قطاع الثقافة، وتمدد إلى عدد من القطاعات المجاورة؛ ليكسو فعالياتها ومنتجاتها المختلفة بالهوية الثقافية للمملكة، ويحيي جوانبها المتصلة بهذا الشأن بعد عقود من الغياب التام، صودرت معه العديد من منتجات الثقافة المحلية، ونُسبت إلى مرجعيات إقليمية وقومية أخرى.
"القهوة السعودية" كانت من بين العناصر الثقافية المحلية التي اصطبغت بالنسبة القومية لعقود خلت، قبل أن تطلق وزارة الثقافة مبادرتها الأخيرة بتسمية العام الجاري بعام "القهوة السعودية" نظير ما تمثله من إرث ثقافي عريق ارتبطت فيه بالعديد من التقاليد الراسخة، وقيم الكرم والضيافة، إلى جانب الحضور الإنساني والجمالي والفني في الأغاني والقصائد واللوحات، حتى أصبحت عنصراً رئيساً في الثقافة والموروث الشعبي السعودي، وعلامة ثقافية تتميز بها المملكة، سواء من خلال زراعتها، أو طرق تحضيرها وإعدادها أو حتى طقوس تقديمها للضيوف والرواد.
وامتدت تلك المكانة وهذا الاحتفاء إلى مستوى تنفيذي آخر، ألزمت من خلاله وزارتا التجارة والثقافة مختلف المطاعم والمقاهي والمحامص باعتماد اسم "القهوة السعودية" بدلًا من "القهوة العربية"، في تسمية ووصف هذا النوع من المنتجات؛ اعتزازًا بالموروث والقيم الأصيلة بحسب البيان الرسمي الصادر بهذا الشأن، في خطوة مميزة لاقت استحساناً منقطع النظير.
الرؤية الشمولية للثقافة باعتبارها مجموعة من الصفات المميزة للمجتمعات تدفع لاتخاذ مجموعة من الخطوات في هذا الاتجاه؛ لإبراز المكونات والعناصر الثقافية المتنوعة للمجتمع السعودي ومضاعفة الجهود في التعريف بتلك العناصر على مختلف المستويات، ويأتي الإعلان عن توقيع اتفاقيات مشتركة بين قطاعات الثقافة والترفيه والسياحة؛ ليحفز الحضور الثقافي للمجتمعات المحلية التي تشكل في مجملها شكل وهوية الثقافة السعودية، وتعزز الازدهار الذي يعيشه المشهد.




http://www.alriyadh.com/1934259]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]